إذا أردتم أن تحتفظوا بكرامتكم، إجعلوا أوامركم ونصائحكم لأبنائكم المتدينين وبناتكم المتدينات مطابقة لوصايا الله، ومريحة لضمائرهم. أصدروا أوامر يمكنهم أن ينفذوها. والمثل يقول: "إذا أردت أن تطاع، فسل ما يُسْتَطَاع".
إن الله يوصي بطاعة الوالدين. هذا حق. ولكنه يقول أيضًا: "أطيعوا والديكم في الرب".
والمسيحية ليست مجرد آية واحدة، وإنما هي روح. ومن الخطر أن نأخذ جزءًا من التعليم، ونترك الجزء الآخر المكمل له، لأن أنصاف الحقائق ليست كلها حقائق.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
فلنتأمل ما قاله بولس الرسول في رسالته إلي أفسس:
قال: أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق. إكرام أباك وأمك.."هذا هو نصف التعليم. وما هو النصف الآخر؟" يقول: "وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم، بل ربوهم بتأديب الرب" (أف 1:6-4).
إذن نصف التعليم موجهه إلي الأبناء: "أطيعوا والديكم في الرب". والنصف الآخر تحذير موجه إلي الآباء: "لا تغيظوا أولادكم".
وعبارة: "لا تغيظوا أولادكم" كررها بولس الرسول مرة أخرى في رسالته إلي كولوسي، مع تحذير موجه إلي الآباء. (كو20:3، 21).
وكأن الله يخاطب كل أب هكذا: أبنك هذا، أنا وضعته في يديك، وأعطيته وصايا كثيرة أن يطيعك... ولكن عليك أنت ألا تستغل هذه الطاعة في أن تضغط عليه، وتتعب نفسيته وضميره، وترهقه بما هو فوق طاقته، لئلا يفشل، وإن فشل، سأطلب دمه من يديك.
لذلك كما تكلمنا عن واجب الأبناء حيال آبائهم، لا بُد أن نتكلم أيضًا عن واجب الآباء، وهذا ما سنخصص له الفصل المقبل من هذا الكتاب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wgqy44y