على أن الجرأة التي بها تقدم الشيطان لمحاربة المسيح، كلن لها سببان: أولهما إخلاء السيد لذاته.
ولم يكن إخلاؤه لذاته هو فقط حينما تجسد "وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان" (في 2: 7). وإنما هذا الإخلاء كان سياسة عامة أنتجها إلى وقت صعوده إلى السماء.
بهذا الإخلاء تقدم إلى معمودية التوبة، وهو غير محتاج إلى معمودية، ولا إلى توبة. بل بهذا إخلاء سمح للكتبة والفريسيين أن يجادلوه وأن يتهموه. وسمح لرؤساء الكهنة أن يحاكموه... وبهذا الإخلاء جربه الشيطان.
كذلك منح للشيطان مبدأ تكافؤ الفرص.
منحه الفرصة أن يجربه كما يشاء، وأيضًا أن يختار مكان التجربة، سواء على جبل التجربة، أو على جناح الهيكل، أو على جبل عالٍ... كل ذلك لكي لا يقول الشيطان: لو أنني مُنِحت الفرصة لأجربه، لأمكنني أن أنتصر عليه...
جرَّبه وهو يعرف قوته، ولا يعرف فيه أية نقطة ضعف. ولكن الشيطان شغوف بتجربة الأقوياء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/temptation/reasons.html
تقصير الرابط:
tak.la/6wzfh7c