St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   spiritual-happy-family
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث

48- قداسة البيت

 

 والابن إذا شعر بقداسة والديه، سيحب حياة القداسة أيضًا. ولا يحس أنهما يفرضان عليه شيئًا، بل بالحري يقودانه معهما في نفس الطريق. ويشعر أن البيت الذي يعيش فيه، قد صار بيتًا لله أيضًا، يتغنى فيه بقول المزمور:

"ببيتك تليق القداسة يا رب طول الأيام" (مز5:93).

 ويرى أن هذا البيت صار وكأنه جزء من السماء.. كل ما فيه جميل، وكل ما فيه مقدس، ومحبب إلى النفس، ومميز عن باقي بيوت أهل العالم. مما يجعله في أعماقه يفتخر به وبالانتماء إليه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Certificate of Marriage - from the "Holman Bible", 1890 صورة في موقع الأنبا تكلا: وثيقة زواج - من صور "إنجيل هولمان"، 1890

St-Takla.org Image: Certificate of Marriage - from the "Holman Bible", 1890

صورة في موقع الأنبا تكلا: وثيقة زواج - من صور "إنجيل هولمان"، 1890

الأسرة الروحية هي أسرة متجانسة ومتآلفة في روحياتها.

 لا يوجد فيها أحد شاذ، أو خارج عن الخط الروحي. بل كل أعضائها يشجعون بعضهم بعضًا على الالتصاق بالله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. كل منهم يجذب صاحبه إلى فوق. وإن فتر واحد منهم، يخجل من حرارة الباقين، التي تكبته على فتوره، وتشعل محبة الله فيه من جديد.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأم في الأسرة الروحية تشعر أنها مسئولة عن ابنها من كل ناحية: روحًا وعقلًا وجسدًا، حاضرًا ومستقبلًا.

 فلا تفعل مثلما تركز الأمهات الأخريات على صحة ابنها وتغذيته، وملبسة ومظهره، وترفيهه ومصروفه، وتعليمه ومستقبله. ثم تظن أنها بكل ذلك قد أدت واجبها من نحوه. وبخاصة إذا أدت رسالتها وإكمالها بتوظيفه وتزويجه، وتكون بيت عائلي له.. دون أن تفكر في روحياته!!

 لا شك أن الأم ستعطى حسابًا -أمام الله والمجتمع- عن روحيات ابنها ومدى سلوكه في حياة الفضيلة والبر. وكذلك على الأب نفس المسئولية وأكثر..

هذا من الناحية الإيجابية، أما من جهة السلبيات فنسأل:

هل الابن قد التقط شيئًا خاطئًا من أسرته؟!

 إنه جهاز حساس يسجل كل ما يسمعه، وكل ما يراه، وكل ما يحدث أمامه بوجه عام. يسجل في ذهنه وفي ذاكرته ألفاظًا وأساليب ومعاملات. وقد يعود فيكررها ويمارسها. أو تظل راسخة في عقله الباطن، تظهر في حينها. وقد يحاكيها وكأنه قد ورثها عن والديه..!

 فما هي الأمثولة التي قدمتموها لأبنائكم، صالحة كانت أم رديَّة؟

 ما الذي غرستموه في ذاكراتهم وفي مخيلتهم؟

أحيانًا الصراع أو الشجار بين الأب والأم، يترك في نفسية أولادهما فكرة قاتمة متعبة عن الزواج! وكأن كل زوجين سيكونان هكذا!!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وأحيانًا يرتبك الابن في أسلوبين مختلفين في التربية بين الأب والأم.

 فيحتار أيهما الصواب؟! أو يستغل هذا في أن ينحاز إلى الطرف الذي يناسب رغباته. وإن أراد أن يسلك في تصرف معين، يبحث إلى أي الوالدين يلجأ ويأخذ منه موافقة يستند إليها! فأية تربية ستكون هذه؟! وما نتائجها؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual-happy-family/sanctity-of-home.html

تقصير الرابط:
tak.la/rvm6rzk