الحكمة الأولى، هي وحدة الكنيسة في الصلاة، بنفس واحدة.
كانت الكنيسة تصلي "بنفس واحدة" ترفع صوتًا واحدًا إلى الله. (أع4: 24) ولا يمكن أن يتم هذا إلا لو كانت الكنيسة كلها تصلي صلاة واحدة. أو يقود الصلاة أكبر الموجودين، والكل يقول آمين. وبصلاة الأجبية تصلي الكنيسة كلها بقلب واحد، وفكر واحد، وبنفس واحدة، رافعة صوتًا واحدًا إلى الله...
2- هذه الصلاة الوحدة، تساعد على توحيد القلوب في الروحيات.
يكون لهم أسلوب واحد في التخاطب مع الله، ومشاعر واحدة يعرضونها عليه، وطلبات يطلبونها منه، ودروسًا روحية واحدة يتعلمونها من صلوات الأجبية...
3- وصلوات الأجبية تقوى حياة الشركة في الكنيسة.
نَتَصَوَّر مثلًا آلاف المُصَلِّين في كنيسة واحدة، وكلهم يقولون بصوت واحد "ارحمنا يا الله ثم ارحمنا" أو كيرياليصون.
أو فلنتَصَوَّر مثلًا ملايين من المؤمنين في أقطار العالم وقارته، يرددون صلوات واحدة، في موعد واحد، بنفس واحدة، يعبرون عن وحدة الكنيسة وشركتها المقدسة في العبادة...
4- وبساعات الصلاة هذه، تتركز في أذهانها الناس كل يوم، ذكرى ميلاد، وفدائه للبشرية، ومجيئه الثاني.
كل مؤمن يذكر ميلاد المسيح في صلاة باكر، ويذكر صلبه وموته في صلوات الساعة السادسة والساعة التاسعة، ومجيئه الثاني في صلوات نصف الليل، مع ذكريات أخرى...
وكل مؤمن يذكر حلول الروح القدس على التلاميذ وقت الساعة الثالثة، ويطلب بركة الروح القدس وعمله في حياته.
والكل معًا يذكرون يوم الدينونة الرهيب، وفي مخافة الله يستعدون لهذا اليوم بالتوبة.
والكل أيضًا معًا يسبحون تسبحة واحدة، كما يقدسون اسم الرب معًا في تسبحة الثلاثة تقديسات.
5- وكما يحيون حياة الشركة معًا في الصلوات، هكذا يشتركون مع داود النبي في مزاميره. بل أيضًا يشتركون مع الملائكة في التسبيح قائلين: "فلنسبح مع اللائكة قائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة".
ويشترك الكل معًا في ذكريات مقدسة... كما يشتركون في حياة الشكر، وفي انتظار الرب...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
6- ونحب أن نقول أن الصلاة بالأجبية، تعلم الإنسان الصلاة...
تعلم المؤمن كيفية التخاطب مع الله كما سنرى، وأدب الحديث معه وتعطيه مثالًا لما يقوله، وكيف يقوله...
وهي توافق قول الرسل للرب "علمنا أن نصلي".
7- وصلوات الأجبية لا تؤخذ على أنها تحديد، وإنما تعليم.
إنها تعلم المُصَلِّي محبة الله والاشتياق إليه، كما تعلمه مخافة الله والخشوع والسجود أمامه.
وهكذا يقول المُصَلِّي بالأجبية: علمني يا رب طرقك، فهمني سبلك، أهدني إلى طريق مستقيم...
وتعلمه أن الله يقبل الخطاة مَتَى تابوا، مهما كانت خطيتهم من قبل ثقليه جدًا، كما في أنجيل المرأة الخاطئة التي بللت قدمي المسيح بدموعها (لو7).
8- ومن حكمة الصلاة بالأجبية تنظيم العبادة.
إن التنظيم أمر نافع للإنسان في روحياته.
والرسول يحذر من كل أخ يسلك بلا ترتيب، ويتحدث عن مثير من الأمور، إنه عندما يجيء يرتبها...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/praying-with-agbia/wisdom.html
تقصير الرابط:
tak.la/xa3fn6k