هكذا قال في سفر الرؤيا "كنت في الروح، في يوم الرب".
فما هو معنى "كنت في الروح"، لو أتيح لنا أن نتأمله؟ إنها حالة روحية تذكرنا بقول القديس بولس الرسول في صعوده إلى السماء الثالثة" كنت في الجسد، أم خارج الجسد، لست أعلم، الله يعلم" (2كو2:12).
إنها حالة إنسان كان في الروح. الروح وحدها تعمل، والجسد معطل تمامًا عن العمل معها وهي في رؤياها. ليست حواس الجسد هي التي ترى، بل حواس الروح. ولا هو الذي يسمع، بل هي حواس الروح، تسمع أشياء لا ينطق بها (2كو4:12). لأن النطق الجسداني خارج عن هذا النطاق. هذا النطق الجسدي لا يعرف هنا أن يدخل في غير اختصاصه...! كذلك من جهة النظر...
إنها حالة "رجل مفتوح العينين، يرى رؤى القدير" (عد3:24-5).
تذكرنا بصلاة أليشع النبي من أجل تلميذه جيحزي: افتح يا رب عيني الغلام فيرى (2مل6)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... أو بقول السيد الرب لتلاميذه القديسين"... أما أنتم فطوبى لعيونكم لأنها تبصر..." (مت16:13). إنه بلا شك لا يتحدث هنا عن عيون الجسد، بل عن بصيرة الروح. وبنفس المعنى نفهم قوله لهم"... ولآذانكم لأنها تسمع"...
في الأبدية نرى ما لا تره عين، ولم تسمع به أذن (1كو9:2). لأنه أسمَى من حواس الجسد، وأعلى من مستواها في الإدراك... نراه في الروح، وبالروح...
متى يعطينا الرب هذه البصيرة الروحية، ويصبح كل منا إنسانًا مفتوح العينين؟ ليتنا على الأقل نعطي الروح الله فرصة ليعمل فينا، وندخل في شركة الروح...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/man/in.html
تقصير الرابط:
tak.la/n7ntg9c