St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   lord-how
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا رب لماذا..؟ - البابا شنوده الثالث

6- عتاب قديسين آخرين

 

St-Takla.org Image: Sad man, with a hand giving blessing. صورة في موقع الأنبا تكلا: شخص متضايق، مع يد تعطي البركة.

St-Takla.org Image: Sad man, with a hand giving blessing.

صورة في موقع الأنبا تكلا: شخص متضايق، مع يد تعطي البركة.

1- انظروا إلى ارميا النبي يعاتب الرب، ويقول له أيضًا: لماذا... وذلك في قوله "أبر أنت يا رب من أن أخاصمك. ولكني أكلمك من جهة أحكامك: لماذا تنجح طريق الأشرار. اطمأن كل الغادرين غدرا" (إر 12: 1)

إني أعجب من التراب والرماد، حينما يناقش الله في أحكامه، ويقول له لماذا؟! حقًا إن القديس بولس الرسول يقول: "يا لعمق غِنَى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء لأنه من عرف فكر الرب، أو من صار له مشيرا؟!" (رو 11: 33، 34).

ولكن ارميا النبي يقول هنا للرب: أكلمك من جهة أحكامك: لماذا..؟

إنه شيء يا رب لم استطع أن أفهمه. شيء غريب أنك تترك الأشرار هكذا ينجحون "غرستهم فأصلوا. نموا وأثمروا ثمرًا" "حتى متى تنوح الأرض، وييبس عشب كل الحقل من شر الساكنين فيها؟!" (إر 12: 2، 4).

لماذا يا رب يحدث هذا؟ لماذا ينجح الأشرار؟ أين عدلك؟ أين محبتك للصلاح؟!

أعطني حلًا. أعطيني تفسيرًا. اشرح لي أحكامك. "فهمني حقوقك. عرفني طرقك. أكشف عن عيني فأرى.." (مز 119). أريد أن أفهم، على قدر ما يستطيع عقلي أن يفهم، لماذا تنجح طريق الأشرار؟!

والرب يقبل هذا العتاب في هدوء. ويشرحه في موضع أخر: الأشرار كالدخان الذي يرتفع إلى فوق، وفيما يرتفع يضمحل ويتبدد، وتنظر إليه فلا تجده: "بعد قليل لا يكون الشرير. تتطلع إلى مكانه فلا يكون... لأن الأشرار يهلكون... فنوا، كالدخان فنوا" (مز 37: 10، 20)

الله غير المحدود غير المدرك، يفتح صدره، ويتفاهم مع أولاده، حينما يقولون: لماذا؟

 

2- نفس عبارة لماذا، قالتها عذراء النشيد:

إنها تعاتب الرب الذي تحبه بقولها "أخبرني يا مَنْ تحبه نفسي أين ترعَى... لماذا أنا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك" (نش 1: 7). والرب لا يتضايق من عتابها بل يقول لها: "أن لم تعرفي... فأخرجي على أثار الغنم".. تتبعي خطوات القديسين...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

3- مثال أخر، مفتوح القلب جدًا في العتاب مع الله ذلك هو أيوب الصديق...

إنه يعاتب الرب في جرأة عجيبة، ويستخدم أيضًا عبارة "لماذا؟" فيقول له: "أشكو بمرارة نفسي. أبحر أنا أم تنين، حتى جعلت على حارسًا؟" "كف عني" (أي 7: 11، 12، 16) أي إنسان منا، لو قال عبارة "كف عني" لصديق له ربما ما كان يحتملها منه ولكن أيوب الصديق يقولها لله نفسه، ويتابع عتابه قائلًا: لا حتى متى لا تلتفت عني ولا ترخيني، ريثما أبلع ريقي" (أي 7: 19). ثم يقولها بعدها:

"أخطأت؟ ماذا أفعل لك يا رقيب الناس؟!"

"لماذا جعلتني عاثورًا لنفسك، حتى أكون على نفسي حملًا؟ ولماذا لا تغفر ذنبي ولا تزيل أثمي؟" (أي 7: 20، 21).

مَن يستطيع أن يقول كلامًا مثل هذا لأحد من الناس؟ ولكن أيوب في عتابه مع الله يقول له أكثر من هذا بكثير؟ انه يقول له: "لا تستذنبني. فهمني لماذا تخاصمني؟!" (أي 10: 2).

"أخاف من كل أوجاعي، عالمًا أنك لا تبرئني. أنا مستذنب، فلماذا أتعب عبثًا. لو اغتسلت بالثلج، ونظفت يدي بالأشنان، فأنك في النقع تغمسني، حتى تكرهني ثيابي" (أي 9: 28-30)

أتظنوا أن الله غضب من هذا العتاب؟ كلا.

بل أن الله في أخر السفر، حينما وبخ أصحاب أيوب الثلاثة الذين كانوا يثيرون نفسه المرة بالاتهامات الباطلة، قال لهم: "لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب" (أي 42: 7)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/lord-how/reproaches-of-other-saints.html

تقصير الرابط:
tak.la/9z4h786