5- إساءة إلى آخرين لا تعرفهم
فكلام الإدانة الذي قلته، ربما لا يصل إلى سامعيك فقط، وإنما قد تتناقله الألسن فينتشر وسط كثيرين لا تعرفهم وهؤلاء أيضًا بالمثل: تسبب لهم عثرة وتفقدهم بساطتهم، وتتغير علاقاتهم مع المساء إليه... وتسع الدائرة...
إن كلمة الإدانة التي تقولها ليست عاقرًا، فقد تَلِد بنين وبنات، وقد ينتشِر نسلها في أماكن متعددة، وقد يأتي بنسل آخر من استنتاجات وتأويل وإضافات وفهم خاطئ.
وقد لا تَلِد كلامًا فقط، وإنما أيضًا مشاعر وخلافات.
وأنت في كل ذلك، تحاول أن تحصر نطاق خطيتك فلا تستطيع، وتحاول أن تحصي عدد الذين أعثرتهم فلا تقدر... إنهم إسماء تعرفها، وإسماء لا تعرفها...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وإدانتك لغيرك قد تلد عند البعض إدانة لك.
لماذا يتكلم عن غيره بهذا الأسلوب؟ ولماذا يمسك سيرة غيره؟ ولماذا ينتقد هذا الإنسان أو ذاك؟ وما الدافع وراء كل هذا؟ وهل كلامه حق أم مخترع؟ وهل يتكلم عنا نحن أيضًا بنفس الأسلوب؟ وهل يمكن أن نسلم من لسانه أم سوف يأتي دورنا؟ وهكذا تتحول من مسيء إلى غيرك إلى مساء إليه.
فالذين يسمعونك أو يصل إليهم كلامك: بعضهم سيصدق ما يسمعه، والبعض لا يصدق.
فالذين يصدقونك سوف تسوء سمعة ذلك الشخص في نظرهم. والذين لا يصدقونك ستسوء في نظرهم سمعتك أنت. وفي كلا الحالين خسارة لك ولهم....
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/others.html
تقصير الرابط:
tak.la/5y6p6bh