قد تأتي الإدانة أحيانًا عن طريق الإحراج وكشف الآخرين.
فربما لا تقول لإنسان إنه جاهل، ولكنك توجه إليه بضعه اسئله منتقاه، تعرف مقدمًا أنه لا يستطِع الإجابة عنها أو هي فرق مستواه. وبهذا تحرجه وتكشف جهله أمام الآخرين. ويكون قصدك هو هذا. وتكون قد وقعت في خطية الإدانة، دون أن تلفظ كلمة واحدة من كلمات الإدانة. ولكن الإدانة هي في نيتك وفي قصدك، وقد وصلت إليها بأسئلتك.
كذلك قد تسأله عن بعض خصوصيات تحرجه وتدينه!
مثل: أين كنت في اليوم الفلاني وفي اليوم الفلاني؟ ومن الذي قابلته؟ وماذا قلت له؟ وماذا أعطاك؟ وتبدو الأسئلة خالية من ألفاظ الإدانة. ولكن الإدانة كامنه في أجابتها، أو فيها تثيره هذه الأسئلة من شكوك في أذهان الحاضرين... إذ يقولون -ولو في ذهنهم - لا بُد أن في الأمر شيئًا محرجًا...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وقد تكون الإدانة في أسلوب الشكوى:
لأنه لا يوجد أحد يشكو إلا من أخطأ الغير أليه. فالشكوى تحمل أتهامه بهذا الخطأ. وكلما انتشرت هذه الشكوى أمام كثيرين، تزداد سمعة الرجل سواء كإنسان يسيء إلى غيره أو يظلمه أو يهينه.
وقد تكون الإدانة عن طريق الملامح وليس اللسان.
مثال ذلك أن يسألك أحدهم عن شخص معين، فتلوي شفتيك في أحتقار وازدراء، أو تلوح بيدك بطريقة يفهم منها هذا المعنى، أو تنظر نظرة خاصة ذات معني، أو تومئ بايماءة لها نفس المعنى... كل ذلك دون أن تنطق بكلمة إدانة واحدة. ولكن الملامح والإشارات تعبر تمامًا عما تقصده، دون أن تتكلم.
والإدانة قد تصل إلى درجة التحقير أو التعيير.
وهذا لون آخر من الإدانة، ارتبطت به خطايا أخرى، واصبح له عمق خاص يجعله أخطر من غيره من جهه المشاعر... إنه نوع يهين ويجرح، ولا يبالي بإنسانية من يدينه!
إن الذي يحتقر غيره ويزدريه لسقوطه، هذا خطيته أصعب ممن يغتاب أو ينم أو يدين.
اعلم أن الشخص الذي تحتقره وتزدريه، لسقوطه أو لضعفه، أنت من نفس طبيعته القابلة للسقوط، ويمكن أن تقع فيما وقع فيه....
أتستطيع ان تدين شخصًا، أغتصب اللصوص بيته؟! أم أنت تشفق عليه، تخاف لئلا يحدث لك مثل الذي حدث له؟ هكذا الخاطئ هو في وضع شبيه بهذا.
قال القديس الأنبا إشعياء:
الذي يلوم أخًا له... أو يحتقره... أو يشي به قدام آخرين... هو إنسان قد صار بعيدًا عن الرحمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/other-types.html
تقصير الرابط:
tak.la/v42m53q