9- الحكم على النيات
قد يصل الأمر بإنسان إلى إنه يدين نيات غيره ومقاصده، فيقول "هذا الإنسان نيته سيئة، وهو يقصد كذا وكذا من الشرور..!
بينما معرفة النيات والمقاصد هي من شأن الله وحده.
ولكن الامتداد في الإدانة جعله يدين النيات. وربما يقول أنه يفعل ذلك عن طريق الخبرة، أو عن طريق الاستنتاج. ولكن لا شك أنه لا شيء من كل هذا مؤكد وما أسهل أن تكون كل استنتاجاته خاطئة، وفيها ظلم وادعاء بمعرفة هو فيها "يرتئي فوق ما ينبغي" (رو 12: 3).
الحكم على النيات، حتى لو صح، هو خطأ روحي.
فكم يكون إذن من يدين مشاعر القلب، ومن يدين أفكار الناس، وهو لا يمكن ان يعرف المشاعر والأفكار، إلا عن طريق الظنون: وليست الظنون صادقة باستمرار...
بل يوجد من يدين حياة إنسان بالجملة، وطبيعته وخلقه... وربما يدين مصيه أيضًا...
قال أحد الشيوخ (في بستان الرهبان):
إن كان لا يعرف ما في الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه (1 كو 2: 11)، وإذا كنا نعرف أن كثيرين قد تابوا، دون أن نعلم نحن بتوبتهم، وإذ قد يتفق أن يتوب إنسان في آخر حياته، ويقبل الله كاللص، فسبيلنا إذن أن لا ندين أحدًا... فالديان هو الله وحده، فكيف يجرؤ أحد أن يتدخل فيما هو خالص بالله؟!
آخر خطية أتحدث عنها كخطية مرتبطة بالإدانة هي: الرياء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/judging-intentions.html
تقصير الرابط:
tak.la/6h5rqv5