إن الرب لم يكتف بأن يقول لنا "أنتم في، وأنا فيكم" (يو20:14)، وإنما قال أكثر كم هذا "اثبتوا فيَّ، وأنا فيكم" (يو4:15).
وضرب لذلك مثلًا بثبات الغصن في الكرمة.
هذا الغصن الذي يثبت في الكرمة، كأنه قطعة منها، لا ينفصل عنها ولا يبتعد. تتمشَّى فيه عصارتها ورحيقها فيتغذَّى بهما، ويصير هو وهي واحدًا...
بغير هذا الثبات تنتهي حياة الإنسان الروحية...
كالغصن الذي لا يثبت في الكرمة "يطرحونه خارجًا، فيجف، ويجمعونه، يطرحونه في النار فيحترق".
ويقدم القديس بولس الرسول مثلًا عن الغصن الذي صار "شريكًا في أصل الزيتونة ودسمها" ويقول له "أَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ... فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ... أَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ" (رو20:11، 22).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وكما يشبه الرب الإنسان المؤمن بالغصن الذي ثبت في الكرمة، يشبهه أيضًا بالبيت الذي بني على الصخر (مت7).
هذا البيت: نزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، ووقعت كلها عليه وصدمته، فلم يسقط، لأجل ثباته، لأجل أصله القوي، إذ هو مؤسس على الصخر... أما البيت المؤسس على الرمال، فلم يكن له ثبات...
وأعطانا الرب تشبيهًا آخر، هو الزرع الجيد في مثل الزارع (مت13).
هذا الزرع الجيد الذي له جذور ثابتة في الأرض، أعطى ثمرًا ثلاثين وستين ومائة. أما الذي لم يكن له أصل، فقد جف. والذي لم يكن ثابتًا في التربية، وإنما ملقى على الطريق، فقد التقطته الطيور، كذلك الذي خنقته الأشواك...
أما أولاد الله، فإنهم دائمًا ثابتون، لا تقوَى عليهم الطيور، ولا الأشواك، ولا الجفاف... لا تزعزعهم العثرات ولا التجارب...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/importance-of-steadfastness.html
تقصير الرابط:
tak.la/t26vzbw