مشاعر كثيرة
ما أعمق المشاعر التي تنبع من الوجود مع الله... وما أكثرها. مجرد الإحساس بالوجود مع الله، يجعل النفس ترتفع إلى فوق، في مستوى أعلى من هذا العالم، وأسمَى من الماديات.
وتصبح كل مشاعرها روحية... في عمق...
ينجذب القلب إلى الله، ويلتصق به في حب، ويرى أن سعادته كلها في البقاء هكذا. ويغني مع داود "أما فخير لي الالتصاق بالرب" (مز73: 28).
ويود أن يبقى هكذا، لا يفارقه، ولا ينفصل عنه...
يفرح أنه وجد الله، فتتعلق به نفسه، ويقول مع عذراء النشيد "أمسكته ولم أرخه" (نش3: 4). ويود أن تدوم حياته في هذا اللقاء مع الله والإحساس بوجوده. وتصبح كل الرغبات الأخرى تافهة في عينيه، لا تستطيع أن تفصله عن هذه المتعة الروحية التي يجدها مع الرب، فيصيح من أعماقه، مع بولس الرسول:
"مَن سيفصلنا عن محبة المسيح..؟!" (رو8: 35-39).
".. لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع".. أتستطيع أن تقول هكذا، ولا تسمح لشيء أن يفصلك عن الوجود مع الله؟
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يروي في قصص القديسين عن أحد الآباء الرهبان، أنه كان سائرًا في البرية، مستغرقًا في صلاته بكل قلبه وعواطفه، فأتى ملاكان وأحاطا به من هنا وهناك. ولكنه لم يسمح لنفسه بأن يترك صلاته وينظر إلى أي منهما، بل استمر في صلواته وتأملاته وهو يقول [مَن يفصلني عن محبة المسيح؟ لا ملائكة ولا رؤساء ملائكةٍ..
إن مشاعر الوجود مع الله، مشاعر لا ينطق بها...
تحسها، وإن أرادت أن تصفها، لا تستطيع... تصل أحيانًا إلى مرحلة يبهر فيها الإنسان ويذهل... فإن استيقظ يشعر بفرح يغمره، ويشعر بميل إلى الصمت، لا يريد أن يخرج من إحساساته الداخلية إلى مستوى الحديث مع الناس...
وكعينة من المشاعر، سنتكلم عن ثلاثة منها:
هي مشاعر الحب، والفرح والسلام. وكلها من ثمار الروح القدس، الذي يسكن قلب الإنسان بسكناه وثماره في أوقات الوجود مع الله...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/being-with-god/many-emotions.html
تقصير الرابط:
tak.la/283ah69