هذه الأربعين يومًا...
أود أن أكلمكم اليوم عن هذه الأربعين يومًا، التي قضاها المسيح مع تلاميذه بعد القيامة، وعن دلالاتها، والفوائد الروحية التي نجنيها منها...
أعمال كثيرة عملها الرب قبل صلبه وموته عنا، وأعمال أخرى عملها بعد قيامته... فقد هذه الأربعين يومًا مع تلاميذه، يحدثهم عن الأمور المختصة بالملكوت:
يضع لهم أساس الكنيسة، ويسلمها عقائد وطقوسها، يسلمهم الأمور الخاصة بالرعاية، ويثبتهم في الإيمان...
يحولهم من الخوف والفزع والاضطراب والشك، إلى اليقين والقوة، في صلابة الإيمان. يجعلهم بعد الأربعين يومًا مستعدين أن يجابهوا العالم كله بقلب قوي. لقد أخرج من العلية هؤلاء الخائفين المختبئين، لكي ينشروا الإيمان فلا العالم كله...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
كانت أيامًا لازمة لتأسيس الكنيسة. وكانت أيام فرح:
لقد قال لهم الرب من قبل "ولكن حزنكم يتحول إلى فرح... سأراكم فتفرح قلوبكم. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16: 20، 22).
واحتفالًا بهذا الفرح، لا تصوم الكنيسة، ولا تنقطع عن الطعام، لآن الرب قال: هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا والعريس معهم؟! ما دام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا، ولكن ستأتي أيام، حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون (مر2: 19، 20).
ولذلك فحتى صوم يومي الأربعاء والجمعة، الذي تصومه الكنيسة على مدار السنة، ولا تمنعه سوى الأعياد السيدية الكبرى، هذا الصوم يمتنع في هذه الأيام التي لا نذكر فيها الصلب ولا التآمر، إنما نذكر وجود الرب مع تلاميذه...
أيام الفرح هذه، أيام لقاء الرب بخاصته وأحبائه، ليس فيها أيضًا مطانيات تذلل، ولا فيها ألحان حزن... حتى أنه إذا توفى خلالها أحد المؤمنين، يدخل الكنيسة بلحن الفرح، بلحن القيامة، ولا تسمعون مطلقًا لحنًا حزينًا في الجنازات...
إنها أيام جميلة في اختباراتها الروحية، وفي أحداثها، وفي فاعليتها. وأفضل تدريب فيها هو اختبار الوجود مع الله...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/being-with-god/forty-days.html
تقصير الرابط:
tak.la/ch3ar65