13- وهي قد سبق وتدربت على العزف بمهارة على الآلات الموسيقية القديمة، واستخدمتها في أوقات الآلام والمعاناة. وكانت تقضى وقتها في النوح وقرع الصدر، وكانت تتسابق لنيل الفضائل. وكم منا لا يبالي بممارسة التداريب ويلتمس اقتناء الأسرار الإلهية التي لا يفهمها كل أحد. ويجب علينا ونحن عتيدين أن نرحل عن هذا العالم أن نفكر ونهتم أولًا في أن نتزود من الأسرار الإلهية مثلما تزودت هي بها. وهى التي وجهت معاناتها بثقة إلى فوق، وعملت بسعي في رحلتها، إذ قد ابتعدت عن أسرتها تمامًا وعملت لنفسها برجًا حصينًا. ونحن نهتم ببيوتنا الأرضية ونجهزها من الخارج، بعكس ما كانت هي تفعل، حيث حرمت على نفسها الاهتمام بالأمور الدنيوية الخارجية لكي تتقدم في الأمور الباطنية. فقد وزعت ممتلكاتها على الفقراء، وتركت تمامًا الغضب والحقد وتذكر الإساءة، وأبعدت عن نفسها الحسد والغيرة وأحبت المجد السماوي المؤسس على الصخر، هذا البيت المحصن الذي لا يهتز من أي عواصف، مثلما قال السيد المسيح: "كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر، وستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح على هذا البيت فلم يسقط" (مت 7: 24، 25).
14- وماذا أقول أكثر؟ لأنها تخلت عن الأوليات حتى تنال الحياة الداخلية. وهكذا ننمو حسنًا مثل الأطفال، في الألفاظ التي نتفوه بها، ونجاهد أكثر في زمن عمرنا ونتمسك بالتعاليم حتى آخر العمر، ونكون حارين بالروح مثلها.
15- والقول بأننا غير قادرين على ممارسة الأعمال التي تقوم بها في حياتنا، يجعلنا لا نبلغ بالحقيقة إلى حالة التأمل. لذلك لا نقدم مبشرين شجعان في الوقت الحاضر. وإنها بقدر اهتمامها بالأعمال جيدًا، بقدر ما حفظت هذه الأعمال وأخفتها، كقول السيد: "متى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك" (مت 6: 4). وهكذا بأعمالها الخفية، كان تكريسها كاملًا ولائقًا. ولم تكن تعانى من مشاعر الغيرة والحسد، بل كانت تتأصل في المواهب الإلهية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/st-syncletica/praised.html
تقصير الرابط:
tak.la/47r7g3a