St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   god-life
 
St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   god-life

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري

8- الرب يسوع هو سلام النفس

 

7- الرب يسوع هو سلام النفس:

 "قال لهم أنا هو لا تخافوا. فصعد إليهم

 إلى السفينة فسكنت الريح فبهتوا

 وتعجبوا في أنفسهم جدًا إلى الغاية

 لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت

 قلوبهم غليظة"

لمْ تسكُن الريح وتهدأ، إلا حينما صعد يسوع إلى السفينة. بالحقيقة إن حضور ربنا يسوع المسيح في حياتنا هو سر سلامنا، إذ لنا فيه كُل ما حققه مِن غلبة ونُصرة وهو في الجسد. فقد غلب الشيطان وكُل مملكته وقيده، وغلب الموت بقبوله في جسده وقيامته مُنتصرًا، وعاد إلى حضن أبيه الصالح وأعد لنا مكانًا لنكون معه، ورفع أفكارنا وعيوننا نحوه حينما صعد عنا، ولم يتركنا يتامى بل أرسل لنا المعزى روح الحق الذي يأخذ مما للمسيح ويُعطينا إياه، وباختصار فنحن ورثة المسيح، كما شهد بذلك الرسل والأنبياء. فنجد بولس الرسول يقول: "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كُنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كُنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رو8: 15- 17). ويقول أيضًا في رسالته إلى غلاطية: "فإن كُنتم للمسيح فأنتم إذًا نسلُ إبراهيم وحسب الوعد ورثة" (غل3: 29). ويقول أيضًا يعقوب الرسول: "اسمعوا يا إخوتي الأحباء أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يُحبونه" (يع2: 5). فلنحرص أن نكون مُتحدين به حتى نعيش مجده وفرحه وانتصاراته، كما دعانا بطرس الرسول قائلًا: "لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين" (2بط1: 10).

St-Takla.org Image: Jesus and children: “Let the little children come to Me, and do not forbid them; for of such is the kingdom of heaven” (Matthew 19:14; Mark 10:14; Luke 18:16) صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح مع الأطفال: "دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات" (متى 19: 14؛ مرقس 10: 14؛ لوقا 18: 16)

St-Takla.org Image: Jesus and children: “Let the little children come to Me, and do not forbid them; for of such is the kingdom of heaven” (Matthew 19:14; Mark 10:14; Luke 18:16)

صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح مع الأطفال: "دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات" (متى 19: 14؛ مرقس 10: 14؛ لوقا 18: 16)

ولكن التلاميذ بدلًا مِن أن يشكروا الرب على تهدئة الرياح ونجاتهم مِن الموت، تعجبوا في أنفسهم أن هذا حدث، بل تعجبوا جدًا إلى الغاية. مع إنهم قبل نزولهم إلى السفينة مباشرة كانوا قد حضروا مع الرب يسوع معجزة إشباع الجموع، ولمسوا بأنفسهم كيف أن الرب غطى احتياج الكُل، وفاض عنهم اثنتي عشرة قفة مملوءة، مع أنه لم يكُن في يد الرب سوى خمسة خبزات وسمكتين والجموع كانت كثيرة (مت14: 14- 21).... ولكنهم لم يفهموا.

أليس منْ العجب أن نقف أمام تدخلات الله في حياتنا موقف التعجُب والانبهار، وكأنه عمل شيئًا لم يكُن في مقدوره أن يفعله؟! أو أن تدخله في ظروفنا أمر غير متوقع؟! إن هذا التعجُب يكشف عنْ قلوب غليظة سبق الرب وصنع معها الكثير -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- ولكنها لم تفهم أن يد الرب قوية وتستطيع أن تُخلًص بالكثير وبالقليل. وقد انطبق عليهم قول الكتاب: "اسمعي أيتها السموات وأصغى أيتها الأرض لأن الرب يتكلم. ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا عليَّ. الثور يعرف قانيه والحِمار معلف صاحبه. أما إسرائيل لا يعرف. شعبي لا يفهم..... تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل ارتدوا إلى الوراء..... لولا أن الرب أبقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة" (أش1: 2- 9). وأيضًا قال: "آباؤنا في مصر لم يفهموا عجائبك لم يذكروا كثرة مراحمك فتمردوا عند بحر سوف. فخلًصَهم مِن أجل اسمه ليُعرٍف بجبروته" (مز106: 7، 8). لذلك قال عنهم السيد المسيح: "مِن أجل هذا أُكلمهم بأمثال. لأنهم مُبصرين لا يُبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. فقد تمت فيهم نبوة أشعياء القائلة تسمعون سمعًا ولا تفهمون. مُبصرين تُبصرون ولا تنظرون. لأن قلب هذا الشعب قد غلُظ. وآذانهم قد ثقُل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يُبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم" (مت13: 13- 15).

فلنكُن نحن ذاكرين ليد الرب الحانية التي تدخلت في حياتنا مرات ومرات في أمور كانت مُستحيلة في نظرنا، وجعلنا نمُر منها بسلام فرحين. حتى ينطبق علينا قول الكتاب: "طوبى لعيونكم لأنها تُبصر. ولآذانكم لأنها تسمع" (مت13: 16). وأيضًا: "أشكر إلهي في كُل حين مِن جهتكم على نعمة الله المُعطاة لكم في يسوع المسيح إنكم في كُل شيء استغنيتم فيه في كُل كلمة وكُل علم. كما ثُبتًت فيكم شهادة المسيح حتى إنكم لستم ناقصين في موهبة ما وأنتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح. الذي سيًثبتكم أيضًا إلى النهاية بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح. أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا" (1كو1: 4- 9). وأيضًا: "الإيمان ليس للجميع. أمين هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم مِن الشرير.... والرب يهدى قلوبكم إلى محبة الله وإلى صبر المسيح" (2تس3: 2- 5). و "وإله كُل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعد ما تألمتم يسيرًا. هو يُكملكم ويُثبتكم ويُقويكم ويُمكنكم" (2بط5: 10).

إن تذكُرنا لهذه الكلمات المقدسة يجعلنا نطلب الرب في كُل ما يجد مِن حياتنا مِن مواقف، ويُغذى إيماننا إذ نثق أنه قادر أن يتمجد معنا مثلما فعل قبل ذلك. الذي له كُل المجد والكرامة والسجود إلى الأبد آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pauline-todary/god-life/peace.html

تقصير الرابط:
tak.la/x58xn4h