وآخر ملاحظة على صحة قصة لوقا أنها كانت مخصصة لغير المكدونيين، أن بولس في أفسس كان له أصدقاء من وجوه آسيا (أع19: 31). بينما كتاب آخرين قدماء مثل Strabo. وصف هؤلاء بأنهم كانوا يُختارون من بين الأغنياء جدًا والأرستقراطيين في المقاطعة. وكانوا يحصلون على دخل من المباريات العامة ومن الاحتفالات، وعادة كانوا يخدمون لمدة سنة واحدة. النقوش أقرت بوجود "وجوه آسيا" هؤلاء في أكثر من 40 مدينة في آسيا الصغرى(1).
بالرغم من أن زيارة بولس لأفسس وتسالونيكي وفيلبي قد أخذت جزء صغير من سفر الأعمال، إلا أن لوقا استخدم أسماء قانونية (رسمية)، ووصف بالتفصيل الأحداث، مما أظهر أنه على درجة عالية من الدقة، مما جعل من الضعف أن يعمل هذا بدون أن يكون شاهد عيان للأحداث. وأكثر من هذا، فإن دقته وصحة كلامه قوبلت برضى وموافقة المؤرخين اليونانيين الرومانيين. وعندما نسأل ما إذا كان لوقا أمينًا في سرده لأحداث الكنيسة الأولى في سفر الأعمال، فإن الإجابة تكون بالإيجاب. وبالرغم من شك النقاد الكبار، فإن لوقا استفاد من هذا الشك.
الموقع الذي تعمدت فيه ليديا: توجد إنشاءات (تكوينات صخرية) حديثة أشارت إلى موقع بحسب التقليد حيث تعمدت هي وأهل بيتها (أع16: 15). وهذا المكان مجهز تمامًا اليوم لتعميد الحجاج الجدد. ويقع على بُعد ميل واحد من محكمة المدينة عند مجرى كرنيوس، ويعرف أيضًا على أنه هيكل حديث.
ولكن هل هذا هو مكان تعميد ليديا؟ هذا المجرى في الخارج من ناحية الشرق، أو نيبوليس، بوابة فيلبى والتي يُعتقد بواسطة البعض بأنها الموقع الصحيح. بالقرب منها أربعة كنائس تم اكتشافهم، أقدم هذه الكنائس يرجع للقرن الرابع الميلادي، ولا بُد أن هذه الكنائس تحتفظ بتقليد قديم مرتبط بتغيير وهداية ليديا.
عندما تتحقق دقة كاتب بالدليل القاطع، فإنه يحصل على حق أن يُعامل على أنه موصل حقيقي للأحداث من وجهة نظره، والتي لا يمكن أن تتحقق في أي مكان آخر(2).
هل هذا المكان الذي ذُكر في (أع16: 23-40) هو السجن الذي أُلقي فيه بولس وسيلا؟ هناك تقليد قديم يقول ذلك.
طريق أغناطية هذا طريق مرتفع
بين ولايات لمكدونية القديمة، بُنيَ في البداية بواسطة الوالي
الروماني غنايوس أغناطيوس -كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى-
حوالي سنة 130 ق. م.
بولس
استخدم هذا
الطريق وهو نازل من نيابوليس عن طريق فيلبى، أمفيبوليس، أبولونيا،
تسالونيكي ثم إلى بيريًة. وهو أيضًا على شكل طريق اديكومانس
مكسيموس، الطريق الأشهر من الشرق للغرب مرورًا بفليبي.
_____
(1)
Mcran 1991:255
(2)
Bruce 1985:2578
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/acts/asia.html
تقصير الرابط:
tak.la/7dw4wgm