St-Takla.org  >   books  >   iskander-hanna  >   eucharist
 
St-Takla.org  >   books  >   iskander-hanna  >   eucharist

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سر القربان المقدس - أ. إسكندر حنا

9- إيمان المسيحيون بصحة سر التناول منذ بداية المسيحية

 

الدليل الثالث:

شهادة الكنائس شرقية وغربية من عهد تأسيسها إلى يومنا هذا عن هذا السر أنه جسد حقيقي ودم حقيقي ليسوع المسيح ابن إلهنا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Believers praying before the start of the Holy Liturgy. - Cathedral (image 54) - Saint Mina Monastery, Mariut, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - September 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: مؤمنون يصلون خلال قبل بدء القداس الإلهي. - الكاتدرائية (صورة 54) - دير مارمينا العجائبي، مريوط، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - سبتمبر 2018 م.

St-Takla.org Image: Believers praying before the start of the Holy Liturgy. - Cathedral (image 54) - Saint Mina Monastery, Mariut, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - September 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مؤمنون يصلون خلال قبل بدء القداس الإلهي. - الكاتدرائية (صورة 54) - دير مارمينا العجائبي، مريوط، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - سبتمبر 2018 م.

الدليل الرابع:

هو حكم الإيمان وهو الدليل الأقطع. يعرف الكتاب المقدس الإيمان بأنه "هو الثقة بما يُرْجَى والإيقان بأمور لا تُرَی" (عب 1:11). ومعنى ذلك أن الإيمان ثقة في القائل، وخضوع للقضية مهما خالفت المألوف والملموس والمحسوس والعُرْف والمتفق عليه، فالمؤمن هو ذلك الذي يثق ويصدق، يعتقد من غير أن يعاين ويلمس، لأن الإيمان ضد العيان والعيان ضد الإيمان. فإذا وجد أحدهما فلا حاجة للآخر. واسمعوا ماذا يقول الكتاب عن إبراهيم "فآمن إبراهيم بالله فحسب له بِرًّا" (رو 3:4). فافتقد الله إبراهيم بإسحق في شيخوخته، مع أن امرأته من يومها لم تَحْبَل، ولكن إبراهيم صَدَّق ذلك. أنت قلت أنا أصدق -إذًا يُحْسَب لك برًا. فالإيمان هو الخضوع لشيء لا تراه العين ولا تلمسه اليد، إذا دخل العيان في شيء اختفي الإيمان، كَمْ قضايا في الكنيسة وكم أعمال المسيح إذا حَكَّمنا فيها العقل البشري لما استساغتها قلوبنا، ولا صَدَّقَت بها عقولنا، ولما سلَّمنا بصحتها. ففي الأصحاح التاسع من إنجيل معلمنا یوحنا نجد حادثة الرجل المولود من بطن أمه أعمى، الذي رآه المسيح فَتَفَلَ على الأرض وصنع من التفل طينًا وَطَلَى به عیني الأعمى، وأمره أن يذهب ويغتسِل في البِرْكَة، فمضى واغتسل وعاد بصيرًا. فلو حَكَّمنا العقل البشري، فهل نقبل عقولنا أن الطين يفتح أعين العميان؟ كلا! الطين في العين يعميها، ولكن هنا قوَّة الإيمان. فالله خالق الإنسان قادر أن يوجِد له عينين من العدم. ودخل المسيح له المجد على تلاميذه بعد القيامة وأعلن لهم، ولم يكن توما حاضرًا في ذلك الوقت فلم يؤمن. فأتى يسوع المسيح مرة أخرى وقال لتوما: تعال والمس مكان المسامير والحربة. فقال توما: ربي وإلهي. فقال له المسيح: لا يا توما، أنت آمنت لما رأيت، ولكن طوبى لِمَنْ آمن ولم ير. هذا ليس بإيمان إنما الإيمان هو لأخوتك الذين آمنوا ولم يروا أنما فعلت بك ذلك لكي لا تهلك فكل من يطلب الدليل والبرهان والحجة لا يكون مؤمنًا.

 

أيها الأعزاء:-

نتقدم إلى الأصحاح الرابع عشر من إنجيل معلمنا متى فنجد أن المسيح صنع وليمة لخمسة آلاف رجل عدا النساء والأولاد، وأشبعهم بخمسة أرغفة. فهل زاد عدد الأرغفة بعد صلاة السيد أم كبر حجمها؟ لا هذا ولا ذاك. الظاهر الملموس بقى كما هو خمس خبزات لم يطرأ عليها تغيير، ولكن أكل الجميع وشبعوا وبقي منهم اثنتا عشرة قفة. هاتوا الدليل الحِسِّي، فهل يستطيع العقل البشري إدراك هذه الحقيقة؟ كلا إذًا كذِّبوا الإنجيل! فهل من حقنا أن نقبل ما نقبل ونرفض ما نرفض؟! لا! لا! وفي وليمة ثانية نراه قد أشبع أربعة آلاف نفس بسبع خبزات، وهنا نؤمن ونصدق، ولكن عند هذا السر المقدس نرفض وننكر ونقول لحم ودم باطنًا وظاهرًا بطعمه وشكله؟! فهل هذا إيمان يا أعزائي؟! كلا، لأن الإيمان ضد العيان. ونجد في الأصحاح السادس عشر من أنجيل معلمنا مرقس أن المريمات ذهبن في الفجر باكرًا قاصدات القبر، فلم يجدن المسيح في القبر، فقال لهن الملاك: لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ هو قام وذهب إلى الجليل. فمن أين خرج والحجر قد دُحْرِج أمامهن؟ هاتوا لنا الدليل العقلي. أليس الله قادرًا على كل شيء؟

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

أيها الأعزاء:

لما نأتي إلى الأصحاح العشرين من إنجيل معلمنا يوحنا البشير نرى أنه بينما كان التلاميذ مجتمعين في مكان وَالأَبْوَابُ مُوصَدَة والشبابيك مُغَلَّقَةٌ، وإذا برب المجد يسوع المسيح يقف في وسطهم ويقول: سلام لكم. وينادي توما قائلًا: "هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا" (یو 20: 27). هنا نجد جسدًا ملموسًا جلد ولحم ودم، كيف اخترق الجدران ودخل إلى هذا المكان مع أن الأَبْوَابُ والنوافذ مُغَلَّقَةٌ؟! هاتوا البرهان العقلي على ذلك وقدموا الحُجَّة - هذا شيء على غير المألوف المُدْرَك بالعقول، ولكن جميعنا نعرفها ونؤمن بها. فلماذا تؤمنون بالبعض وترفضون البعض الآخر؟! إما أن يكون الله قادر على كل شيء، وإما عاجزًا عن كل شيء! تعالوا معي أيها الأعزاء إلى الإصحاح الرابع عشر من إنجيل معلمنا متى، يوقفكم يسوع المسيح أمام نظرية واقعة وحقيقة راهنة تُبَيِّن لكم الفرق بين الإيمان والعيان. لما أبصر التلاميذ المسيح قادمًا إليهم ماشيًا على البحر، اضطربوا وصرخوا وظنوه خيالًا. ولكن يسوع قال لهم: تشجعوا أنا هو لا تخافوا. فقال له بطرس: یا سیدی مُرني أن آتي إليك على الماء. فقال له يسوع: تعال. فنزل من السفينة ومشي على الماء ولكن أخذ يُفَكِّر بعقله ناظرًا إلى الماء وكيف يسير عليه، فابتدأ يغرق! فصرخ قائلًا: يا رب نجني. فمد يسوع يده وانتشله، وقال له: يا قليل الإيمان لماذا شككت؟! فتعالوا انظروا يا عيانيون، يا ناكري قوة الإيمان: عندما وضع بطرس رِجله على الماء هل صار الماء صخرًا؟ كلا! كلا! هل تَحَوَّل إلى جليد؟ كلا! ولكن لما نَظَرَ بطرس حوله فوجد الماء يسيل والأمواج تتلاطم، رجع إلى المنظور وعمل حساب المألوف، فابتدأ يشك - وهنا مضى الإيمان وأتى العيان - هل تغيرت طبيعة الماء؟! - هل فقد الماء سلطانه؟! - كلا! هل بهذا مدح يسوع إيمان بطرس؟ كلا، فانه قال له: لماذا تنظر إلى الملموس والمحسوس، أنت نزلت والماء حَمَلَك، إن كان هناك ريح أو أمواج، فلماذا شككت يا قليل الإيمان؟ فالسر في قوة الإيمان يا أَحِبَّة الرب.

 

إذًا أقول لكم بصراحة الحق أن الكنيسة الحقيقية المستقيمة الرأي التي تؤمن بكل ما قاله المسيح ولا تطلب برهانًا عقليًا ولا دليلًا حسيًّا، تشبه بطرس عندما وضع قدميه على الماء وسار غير مبال بشيء، ما دام المسيح قد أمره بذلك. ولكن قومًا يطلبون العيان دائمًا، فيشبهون بطرس عندما ابتدأ يشك، فيقول: إذ لم يتحول الماء إلى صخر فلا أصدق، فهم يقولون إن لم يتحول الخبز إلى لحم ملموس محسوس أمام عيوننا، والخمر إلى دم ظاهر لنا فلا نؤمن ولا نصدق. ليت الله يملأ قلوبنا بثقة الإيمان الحقيقي حتى تصدق ما قاله السيد الرب، ونأخذ الأسرار المقدسة بالإيمان، لأن الإيمان ضد العيان والعيان ضد الإيمان.

وإن أحبتنا نعمة الله إلى الاجتماع القادم ستكون لنا تَتِمَّة لهذا التعليم - ولإلهنا المجد والعظمة والسجود من الآن والى الأبد.

آمین.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تمت بعون الله وتليها العظة الخامسة عشرة

مجدًا وإكرامًا أكرامًا ومجدًا للثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد الآن وكل أوان والى دهر الداهرين. آمين


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iskander-hanna/eucharist/deep-rooted-faith.html

تقصير الرابط:
tak.la/x7zzag8