 |
من المؤلم أن البعض شجع المرأة في الماضي على الاستكانة فطالبها بالصمت والخجل والخضوع وعدم المجادلة. ورغم هذه المطالب التي رزحت تحتها أجيالًا تطالبها الكنيسة الآن بأن تنشط في تعليم الصغار في فصول التربية الكنسية، وبأن تفتقد وبأن تزور المتغيبات والمرضي والمتقدمات في السن. وبأن تخدم خدمات اجتماعية متشعبة صادرة عن التنظيمات الكنسية والمرأة أمام هذه المطالب الجديدة تحس بعجزها وتحس بالدافع الداخلي إلى الانزواء. ولكن أن هي أصغت إلى الأمر الصادر إليها من المخلص ستتيقن من أنه يريدها أن تقوم حتى ولو كانت في قيامها المبادرة إلى الجهاد الشاق والصراع المستميت. فأن ساورها الخوف أو داخلها القلق عليها أن تركز عينيها على مَنْ أصدر إليها الأمر وتستمع في الوقت عينه إلى صوته.
ولنسأل أنفسنا: أنحن مستعدات في يومنا هذا أن نضيف أسماء جديدة إلى تلك التي وردت في أعمال الرسل أو في السنكسار؟ أن الرد بالايجاب قد يتطلب منا التنازل عن لذة الحياة المترفة لتقديم المال لبناء بيت الله؟ أو قد يحتم علينا أن نستبدل لذة شراء الملابس الجديدة بلذة وضع هذه الملابس عند أرجل المسيح، أو قد يستلزم الاستغناء عن تذوق الأطعمة اللذيذة لنقدم هذه الاطعمة إلى المحرومين، أو قد يضطرنا إلى التنازل عن تحقيق حلم من أحلامنا في الحياة لنهيئ الدراسة الجامعية أمام بعض الشباب، أو قد يدفعنا إلى صرف أوقات فراغنا في العمل من أجل الآخرين أو ترك ساعة راحتنا لنخدم في فصول التربية الكنسية، أو قد يحول حياتنا من حياة التدلل والتركيز على النفس إلى حياة الشعور بالمسئولية والإحساس بحاجات الآخرين.....أن الرد بالأيجاب قد يستلزم شيئًا من كل ما ذكرنا، وهو على أيَّة حال سيعني تحطيم نوره العجيب فانعكس منها على الآخرين، فحق لها أن تقول بأنها تفهمت المعنى الذي قصد إليه بولس الرسول حين قال: "وأيضًا أريكم طريقًا أفضل"(68).
_____
(68) (1 كورنثوس 12: 31).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/ready-to-serve.html
تقصير الرابط:
tak.la/qsn8wyt
