علي أن المرأة يجب أن تذكر وسط زحمة الأعمال المطلوبة منها حقيقة لا مفر منها - وهذه الحقيقة هي أنها تصنع بنفسها البيئة المعنوية لكل المحيطين. فمثلًا لو كان رب الأسرة هادئ المزاج، والأولاد قد تيقظوا في رضي وصبور، ولكن مزاج الأم معكر تفكر معه صفو الجميع. أما ان كانت هادئة النفس باسمة الوجه، فسيذهب الأب إلى عمله مبتسمًا والأولاد إلى مدرستهم راضيين. وكثيرًا ما تتضجر المرأة أمام هذه الحقيقة لأنها تضيف إلى مسئولياتها إذ تجعل منها الميزان النفسي وبالتالي تحتم عليها الصبر والتحكم الذاتي. وليس ذلك فقط، بل تضع أيضًا أمامها الواجب الخطير واجب التوجيه الروحي لأنها أن شاءت حقًا أن ينمو أولادها في النعمة عليها أن تدرك في عمق أعماقها أنها هي وحدها في يدها توجيههم إلى الروحيات. ولن يستطيع شخص آخر ولا حتى هيئة مُجْتَمِعَة أن تحل محلها في هذه المسئولية العظمي. فالعلم نفسه أثبت ما للمحبة من قوة رهيبة، وبالأولى محبة الأم. والأم في محبتها الفياضة المنسابة نحو أولادها يجب أن تدرك أيضًا أن أولادها وديعة ائتمنها الله عليهم وأنها لكي تكون أمينة على هذه الوديعة يجب عليها أن تهيئ لأولادها فرصة للنمو. والنمو الروحي معناه تكامل الشخصية حتى أن أدي هذا التكامل إلى جعلهم يسيرون في طريق غير الذي رسمته لهم. كأن يختار أحدهم أن يكون طبيبا وهي كانت تحلم بأن تجعله مهندسا، أو كأن يذهب أحدهم إلى أبعد مما كانت تتصور فيدخل الدير أو ينتظم في سلك الكهنوت وهي من غير شك تستطيع أن تغمر أولادها بمحبتها وفي الوقت عينه تحترم شخصيًّاتهم واتجاهاتهم ما دامت تسلم أمورها لله. ومن أجمل ما قالته أم تلك الكلمات: "حين أفكر في أولادي ويساورني القلق على مستقبلهم وآخذ في التفكير عما يمكنني أن أعمله لهم، أجدني اندفعت للصلاة تلقائيًا فيتبدد قلقي، وتتبخر أفكاري وأسمع هاتفًا داخلي يقول لي بأن الرب الآب السماوي يحبهم أضعاف أضعاف محبتي وأنه يعمل لهم اضعاف أضعاف ما يمكني أن أعمله".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/moral-environment.html
تقصير الرابط:
tak.la/bgf6qb8