St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

64- مقدمة عن موضوع الزواج في المسيحية

 

St-Takla.org Image: The presence of Christ at the wedding in Cana of Galilee was a sanctification of the sacrament of marriage in Christianity. - art by Mamdouh, from the book: The Modern Woman Facing Christ, by Iris Habib Elmasry. صورة في موقع الأنبا تكلا: كان حضور المسيح فى عرس قانا الجليل تقديسا لسر الزواج في المسيحية. - رسم الفنان ممدوح، من صور كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح: إيريس حبيب المصري.

St-Takla.org Image: The presence of Christ at the wedding in Cana of Galilee was a sanctification of the sacrament of marriage in Christianity. - art by Mamdouh, from the book: The Modern Woman Facing Christ, by Iris Habib Elmasry.

صورة في موقع الأنبا تكلا: كان حضور المسيح فى عرس قانا الجليل تقديسا لسر الزواج في المسيحية. - رسم الفنان ممدوح، من صور كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح: إيريس حبيب المصري.

وهناك نقطة هامة فيما يتعلق بالزواج يجب حسن توجيه البنت والولد كليهما نحوها. فكنيستنا القبطية انشأت الحياة الرهبانية. وسجلها حافل بالرهبان والراهبات الذين بلغوا ذروة القداسة. وهؤلاء وأولئك يحتلون من قلوبنا ومن عقولنا منزلة الصدارة - وهذا حق. إلا أن سيطرة ساحقة لها خطورتها. فكما أن الأم التي هي مصدر الحنان الإنساني متى سيطرت سدت المسالك على أولادها - هكذا الرهبنة التي هي رن غير شك حياة لتساوي متى سيطرت دفعت بالشباب إلى الزعم بأن الحياة الزوجية مشوبة بالحرام، وأحيانًا تكون الدافع إلى شجار عنيف بين الوالدين وأبنائهم أو بناتهم الراغبين في الرهبنة، ذلك لأن الشباب في عنفوان أحلامه واندفاعاته يعيش بخياله مع الذي يبتلوا ويتلهف على أن يبلغ القمة التي بلغوها. وفي تلهفه يتصور أن كل حياة غير هذه حياة مشوبة بالنقص. ويصطدم فورانه برغبة والديه في تزويجه (أو بالحري في تزويجها). ومتى كانت البنت هي المتوثبة نحو الحياة الرهبانية كانت معارضة والديها لها أقوى حدى. على أنه يجب على الجميع -والدين وأبناء وبنات- أن يتأملوا في ذلك الدرس الرائع الذي قدمه لنا القديس مكاري الكبير أبو برية شيهييت ومن أسمَى تلاميذه أنبا أنطونيوس.. فقد كتب لنا هذا العملاق الروحي في مذكراته بانه بعد أن قضى عشرين سنة في البرية في أصوام وصلوات وفي تبتل تام، طلب إلى الله ان يبين له درجة القداسة التي وصل إليها فأعلمه ملاك الرب بانه قد وصل إلى درجة بلغتها سيدتان معينتان في مدينة معينة وما أن أستيقظ في فجر اليوم التالي حتى قام لساعته وقصد إلى تلك المدينة المشار إلهيا وقصد إلى منزل السيدتين المذكورين حيث قضى النهار. ومن خلال الأسئلة التي سألهما أياها علم أنهما لم تكونا تعرفان تبعضهما البعض قبل الزواج، وأنهما تزوجتا من أخوين في ساعة واحدة ولما علمتا انهما ستعيشان معًا في بيت واحد اتفقتا على أن تعيشا في محبة أخوية، فتراعي كل منهما الأخرى وتعاونها وتحرص على أن لا تجرحها بكلمة ولا تغضبها بأي علم. فإن حدث أن أغضبت أحداهما الأخرى من غير قصد استسمحتها قبل غياب الشمس. ولقد نفذت السيدتان وعدهما الذي اخذتاه على نفسيهما فعاشتا بهذه المحبة. لم تبالغا في الأصوام والصلوات بل عاشتا العيشة الطبيعية لمن هم في العالم. صوم وصلاة ومواظبة على الكنيسة وعلى قراءة الكتاب المقدس وتعاليم الآباء من غير اندفاع ولا مبالغة. ولكن المحبة التي اتخذتاها قاعدة التعامل بينهما رفعتهما إلى درجة القداسة التي بلغها القديس مكاري الكبير بعد عشرين سنة من التقشف والتبتل. وعاد "أبو البطاركة"(29) إلى ديره. وبعد أن سرد ما جرى له علق عليه بقوله: "لقد علمني الله أنه ليس الراهب ولا المتزوج، ليس الساكن في البرية ولا العائش في العالم، ولكن الذي يعطي قلبه لله هو الذي يرضيه". هذا الدرس الذي لقنه إيانا راهب بلغ قمة التبتل والتقشف هو الدرس الذي يجب تلقينه للبنت والولد على السواء . فالسيد المسيح له المجد ذهب إلى عُرس قانا الجليل وباركه وصنع فيه أول آياته. والكنيسة قد جعلت من الزواج سرًا مقدسًا لا يتم إلا بواسطة الكاهن، وعن طريق الشعائر المقدسة الخاصة. ولو كان الزواج المسيحي مجرد مُعاشرة جسدية فما الضرورة إلى الكاهن وإلى الصلوات؟ ولماذا نظمته الكنيسة ضمن أسرارها المقدسة - والسر كما نعلم هو نِعمة غير منظورة في شكل منظور؟ بل أن بولس يذهب إلى أبعاد ساحِقة، فَيُشَبِّه صِلَة الزوج بزوجته بصلة المسيح بالكنيسة. أليس في كل هذه التعاليم ما يكفي من الأدلة على السمة الروحية للزواج؟ ومن الضروري توكيد هذه السمة الروحية في أذهان بناتنا وأبنائنا حالما تَنْفَتِح نفوسهم ويحسون بالقوى الجنسية تتصارَع في داخلهم، لكي يوقروا الزواج ويقدسوه. فإذا ما أقبلوا عليه فعلوا ذلك بورع وَتَخَشُّع. وليس ذلك فحسب بل أنهم سيدركون لماذا طالبنا مخلصنا بالطهارة والعفة، بل لماذا وُضِعَ علينا السعي نحو الكمال في مختلف نواحي الحياة.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(29) أحد ألقاب الأنبا مكاري الكبير.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/marriage.html

تقصير الرابط:
tak.la/6xz48ms