الاستقامة القسرية لا قيمة لها:
إنَّ المرأة العصرية مُحَاطة بتجارب عديدة زادت كثيرًا عمّا كانت تواجه أمهاتها. فالمرأة حين كانت حياتها منحصرة في البيت كانت مصانة إلى حد كبير، إلاَّ أنَّ صيانتها لم يكن لها فضل فيها إذ لم تخرج إلى المدرسة طفلة وإلى الجامعة يافعة وإلى العمل شابة. فسكوتها وخضوعها كانا مفروضين عليها من أولياء أمورها وبحكم الحياة التي كانت تحياها. ولا فضل لإنسان مستقيم بحكم القيود المفروضة عليه من الآخرين. أمَّا اليوم فالبنت تذهب منذ نعومة أظافرها إلى الحضانة فتحتك بالعالم الخارجي وهي في سن مبكرة للغاية، وتبدأ من هذا السن بأنْ ترى وتسمع ما يؤذي النفس، فهي في مسيس الحاجة إلى رعاية يقظة منذ البداية لأنَّ السنوات الست أو السبع الأولى لها أثر يبقى مدى الحياة. ولو أنَّ ما تراه وما تسمعه اقتصر على الوقت الذي تقضيه خارج البيت لهان الأمر. ولكن الراديو والتليفزيون داخل البيت - وإنْ لم يكونا داخل بيتها فهما عند الجيران. والمؤلم أنَّه في الوقت الذي تتضاعف فيه حاجة الأولاد (بنين وبنات) إلى الرعاية من الوالدين في هذا الوقت عينه تتناقص هذه الرعاية. فالأب منشغل بأعماله انشغالًا يكاد أنْ لا يترك له غير القليل من الوقت لعائلته. والأم بدورها تعمل في الخارج وحين تعود تجد نفسها مضطرة إلى إعداد الطعام على الأقل إنْ لم تكن مضطرة أيضًا إلى تنظيف المنزل. لأنَّ العاملات (أو العاملين) بالمنازل أصبحوا مشكلة صعبة. فإنْ تبقَّى لدى الأم شيء من الوقت وجدت نفسها مرهقة لا تحتمل (عفرتة) أولادها ولا الإصغاء إلى أسئلتهم. ولكن على الرغم من هذا كله فالواجب الأول الذي وضعه الله على المرأة هو الأمومة. فعليها إذن أنْ تُنظِّم حياتها بحيث تستطيع أنْ تؤدي هذا الواجب المقدس. وبما أنَّ الله المُحِب لا يعطي واجبًا من غير أنْ يهب الإنسان القوى اللازمة لتأديته، فقد وضع في أعماق كل امرأة (طبعًا بمقادير متفاوتة) الحنان والعاطفة وتلك الغريزة التي تجعل الطفلة تنظر إلى دميتها كأنَّها بنتها. وهو تعالى قد وضع (أصلًا) طاقة من الصبر أيضًا داخل قلب المرأة، كما أعطاها مقدرة على الحياة وعلى الاحتمال. والدليل على هذا أنَّه في حالات الولادة العسرة تعيش البنت في أغلبها بينما يموت الولد. أي أنَّ الله وضع تكافؤًا عجيبًا في حياة البنت منذ البداية ويستمر هذا التكافؤ إلى النهاية. لأنَّ عدد السيدات اللواتي يبلغن الشيخوخة أكثر بكثير من عدد الرجال. ويجب على كل أم أنْ تعرف هذه الحقيقة كلّما ضاقت ذرعًا بواجباتها وأعبائها. ويجب أنْ تتمعّن في كيف أنَّ الله منحها القدرات التي تؤهلها لأنْ تكون أُمًا حسب إرادته المقدسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/forced-righteousness.html
تقصير الرابط:
tak.la/3pqnkjx