1. الإقرار بالاختلافات:
لقد اعترفت المرأة بالاختيار أن تحررها لا يعني مجرد تقليد الرجل ولا هو ترك لتقاليد نسوية معينة. فالمساواة والتفرقة بين الأدوار الاجتماعية والاقتصادية لا تقوم على استبعاد الاختلافات الجنسية ولكن هذه الاختلافات ستهبط إلى الحد الأدنى في المواقف التي لا تتطلبها. إلا أن التكوين الفيزيولوجي يحتم وجود اختلافات حتى لو تساوى التعليم والفرص أمام الولد والبنت منذ الطفولة.
وتحرر المرأة من مركزها التقليدي يجب أن يكون حافزًا لتنوع أوسع في الشخصية أو في الصفات الفردية بتغيير التعامل بين الرجل والمرأة. وبتراجع الثقافات القديمة سيتلاقى الرجل والمرأة على أسس أكثر أُلفة. ومن هذه الألفة ستقوم وجهات ثقافية جديدة جنسية ولا جنسية. ولو حدث هذا يجب أن يؤدي إلى جعل حياة النساء والرجال على السواء أوفر وأعمق، وإذ ذاك لن تكون الاختلافات الجنسية مصدرا لمركب النقص ولا للصغرنة بل تصبح مصدرًا للاحترام المتبادل وللوظائف المكرمة. وحتى غير المتزوجة والزوجة العاقر تنال دورًا ومكانة خاصة وتجد قبولًا عند الجميع من غير أي تقليل سيكولوجي. أما الصلة الزوجية فيجب أن تتخذ هي أيضًا المعنى المثالي الذي شاءه لها السيد المسيح.
ويعبر عن هذه الحقيقة أحد المفكرين المعاصرين بقوله: "إن مفارقة الحب تكمن في أن كائنين يصبحان واحدًا ومع ذلك يظلان أثنين - إذن ليس في العلاقة الزوجية الصحيحة تعييب للآخر كما في الشهوة بل توكيد له ككائن له شخصيته(25).
_____
(25) كوستي بندلي نقلًا عن أريك فروم في كتابه "الجنس"، ص 61.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/differences.html
تقصير الرابط:
tak.la/zbyb5fx