إنَّ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تُهيئ الفرصة أمام الجميع للعضوية فيها - فحالما ينال الشخص نعمة المعمودية يصبح عضوًا في الكنيسة. لأنَّه عن طريق المعمودية قد وُلد ولادة جديدة هي الولادة بالروح، وهذه الولادة الروحية جعلته عضوًا في جسد المسيح.
لهذا السبب حتَّمت الكنيسة التبكير في صبغ الطفل بالمعمودية حتى يحل في داخله روح الله ويفيض عليه من نعمته وقوته. ولقد أهاب ذهبي الفم بالآباء والأمهات أنْ يُسارعوا إلى صبغ أولادهم بالصبغة المقدسة لكي تتجاوب النفس الإنسانية مع روح الله منذ طفولتها. ولا يجوز لإنسان أنْ يحتج عن التأخر في صبغ أولاده بصغر سنهم لأنَّ رب المجد نفسه قال: "أحمدك أيها الآب لأنَّك أخفيتها عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال"(60) ولماذا هذا الحمد؟ ليُبيّن لنا له المجد أنَّ المُتكلين على مهارتهم العقلية يُداخلهم التشامخ فيؤدي هذا التشامخ إلى عدم الوصول لمعرفة مجد الله. ولو أنَّهم جاءوا إلى الله بالبساطة والتواضع وبالإدراك الذي أدركه بولس من أنَّنا أوان خزفية لاستعلن لهم مجد الله. وهذه الصفات صفات البساطة والتواضع هي من مستلزمات الطفولة، وبها يصل الأطفال إلى الإحساس الداخلي بالحقائق الروحية التي يعجز عن إدراكها الحكماء والفهماء بكل حكمتهم وفهمهم.
إلاَّ أنَّ هذه العضوية طبيعية، بل يمكن وصفها بأنَّها آلية. ولن تكون عضوية حقة ما لم تعمل عملًا. فأعضاء الجسد يؤدون وظائفهم وإلاَّ اُعتبروا أعضاء أشلاء. ويحدث أنَّ العضو حين يمرض مرضًا بالغًا يقطعه الجرّاح كي لا يؤذي الجسم. هكذا نحن أعضاء بشرط أنْ يؤدي كل منا عمله في الكنيسة التي هو عضو فيها كي لا يكون عضوًا أشل. وحين يُدرك كل عضو منَّا أنَّه عضو وأنَّه كعضو يجب أنْ يقوم بعمل مُعيَّن يُدرك حينئذ الحكمة من توجيهات بولس حينما شبّهنا بأعضاء الجسد الواحد مُبيّنًا أنَّ لكل عضو عملًا وأنَّه لا غنى للجسد عن أي عضو ولا عن هذا العضو.
_____
(60) (لو 10: 21).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/baptism.html
تقصير الرابط:
tak.la/8fxq4d9