28- الهدوء والثقة بين المفازع:
ووسط هذا كله وقف رجل واحد هادئًا واثقًا. لم يكن مجرد شجاع، فهناك الكثير من الشجعان الذين يستطيعون مواجهة الموت بثبات. ولكن الهدوء والثقة غير الشجاعة. ولكي يكون الإنسان هادئًا واثقًا وسط المفازِع لا بُد من الله. لا بُد من الوعي بحضرة الله محب البشر وهذا الوعي هو الذي منح بولس الأعصاب الثابتة واليد الأكيدة والقلب الذي يخفق باتزان.
+ فقد واجه العواصف البحرية ثلاث مرات من قبل، وقضى يومًا وليلة تتقاذفه الأمواج وهو ممسك بلوح خشبي. لقد وقف أمام جموع صاخبة وذاق الجلد والرجم. ويبدو الآن أنه يواجه موتًا محققًا. ومع ذلك هادئ فهو واثق والحياة قد فقدت كل ما فيها من فزع لذلك الكارز الباسل المتيقّن من حضرة فاديه في داخله.
+ ولنتمعّن هذا الأسير وهو وسط العاصفة، وبين قوم تملكهم الذعر بما فيهم البحّارة أنفسهم. فهو مع هذا كله قد وجد وقتًا للصلاة! وقتًا يتناجى فيه مع ربه الذي أعطاه الأمان والطمأنينة. ولنتمعّن هذه الصورة: بولس واقفًا وسط هذا الجمع اليائس المضطرب يقول لهم: "ثقوا وافرحوا" وهذه هي الكلمات التي رددها لنا فادينا الحبيب مرارًا وتكرارًا فليس كل مسيحي مدعّوًا إلى الكرازة ولكن كل مسيحي -وبلا استثناء- مدعو لتشجيع الآخرين: مدعو من الفادي الحبيب إلى إدخال الطمأنينة والعزاء على القلوب القلقة.
+ ثم لنتمعّن فورية الاستجابة عند أولئك الذين قوّاهم. فمن المعروف أن البحارة، في وقت الخطر، هم أكثر الناس استعدادًا لأن يؤمنوا بالتدخل الذي يأتيهم من العالم غير المنظور. وهم يدركون أن هذا الرجل على صلة بالله. لذلك يأكلون ويشربون وتهدأ أعصابهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/paul-the-apostle/trust.html
تقصير الرابط:
tak.la/43yxyh7