St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   paul-the-apostle
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العجب الذي هو شاول - بولس - أ. إيريس حبيب المصري

44- الربط بين آية لتيموثيئوس وأخرى إلى أهل غلاطية: المرأة ستخلص بولادة البنين

 

St-Takla.org Image: A woman in contemplation, awe - by Ashraf Sokkar صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وتأمل، رسم أشرف سكر

St-Takla.org Image: A woman in contemplation, awe - by Ashraf Sokkar

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة في حالة خشوع وتأمل، رسم أشرف سكر

39-   الربط بين آية لتيموثيئوس وأخرى إلى أهل غلاطية:

+      وما دام الحديث خاص بما قاله بولس عن المرأة يجدر بنا استكماله بأن نربط بينه وبين ما قاله لتيموثيئوس عن أن: "المرأة ستخلص بولادة البنين" - ونص الآية "وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ" (1تي 2: 15) - فهل من المعقول أن نستنتج بأن من لا بنين لها لن تخلص؟ إننا نجد العدد الوفير من العواقر: فهن قد فرحن بالزواج لأنه باب الأمومة، ثم شاء مانح العطايا أن لا يستمتعن بها فهل هؤلاء لا يخلصن؟ وهل يرضى الآب السماوي الذي حرمهن من الإنجاب أن يحرمهن من الملكوت أيضًا؟ وبالمثل تنتظم معهن الأمهات اللواتي لم يمنحهن الله إلا بنات. ونحن نعرف تمامًا أن مجتمعنا ما زالت غالبيته تفضل البنين على البنات على الرغم من الألفين سنة منذ أن أعتق السيد المسيح المرأة كما أعتق الرجل سواء بسواء. فهل يحرم الآب السماوي مثل هذه الأم من الملكوت مع أنه هو الذي شاء أن لا يعطيها ولد؟ ثم ماذا عن الراهبات والمتبتلات؟ لقد كرّسن حياتهن كلها لربهن. فهل ذاك الذي لا ينسى كأس ماء بارد يستطيع أن ينسى حياة بأكملها سلمتها له صاحبتها عن رضى وابتهاج؟

+      إذن ما معنى أنها ستخلص بولادة البنين؟ إن بولس يحيينا بنفسه في قوله للغلاطيين: "يا أولادي الذين أتمخض بكم..." فهل حبل بولس وجاز آلام المخاض في الولادة؟ طبعًا لا: فهو يستكمل هذا الاستعطاف العجيب بقوله: "إلى أن يتُصور المسيح فيكم" (غلاطية 4: 19). إذن فالرسول الكبير يهدف إلى المخاض الروحي وإنجاب البنين الروحيين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. والأمومة الروحية في متناول كل امرأة بلا استثناء منذ أن قال الرب من أعلا صليبه إلى العذراء القديسة: "هذا ابنك" (يوحنا 19: 26) مشيرًا إلى تلميذه الحبيب. ونستشف هذا التوجيه الإلهي في قول فادينا الحبيب للنسوة اللواتي سرن وراءه في طريق الصليب حين أهاب بهن: "... لا تبكين عليّ بل إبكين على أنفسكن وعلى أولادكن" (لوقا 23: 2). والبكاء الذي يريده الفادي الحبيب هو السهر على رعاية الأطفال وتربيتهم في طريق الرب - سواء كانت الأمهات بالجسد أو أمهات بالروح فقط. والأم التي منحها الله الأمومة الجسدية والروحية معا هي أم خليقة بأمومتها. ولقد قال أحد الآباء المعاصرين عنها: "مباركة الأم التي تغسل الأيدي الوسخة، وتصلح الجوارب المقطعة وتوجّه العيون نحو السماء".

        إذن فعلينا أن نربط دائمًا بين الأسفار الإلهية وأن نفتّش كتب آبائنا وأن نحاول التفهّم الروحي: "فالله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"  (يوحنا 4: 24).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/paul-the-apostle/giving-birth.html

تقصير الرابط:
tak.la/7snfcnn