14- ولئن كان الموضوع يحتاج إلى توضيح أقوى، نقول أن كل الأسفار الإلهية مُعَلِّمة لحقائق الإيمان، بينما تحتوي المزامير -بطريقة ما- على الصورة الكاملة لمسار النفس في الحياة. فكما أن الإنسان الذي يدخل إلى حضرة الملك يتخذ موقفًا معينًا في وقفته وفي تعبيره لئلا يُطْرَح خارجًا إن هو تَلَفَّظ بألفاظ لا تليق بوصفه غير مهذب، هكذا الذي يجري في سباق الفضيلة ويريد أن يعرف حياة المُخَلِّص بالجسد يَتَمَكَّن من ذلك عن طريق المزامير. فهي التي تنبهه أولًا إلى انفعالات النفس بقراءتها، ثم تقدِّم له بقية الأمور بالتالي، فتعلمه بواسطة هذه القراءة. ولكي يعرف الإنسان هذا الواقع بأكثر دقة عليه أن يعرف بأن هناك مزامير وردت في شكل حكاية وغيرها في شكل توبيخ أدبي، بينما البعض منها في شكل نبوات والبعض الآخر في شكل صلوات واعترافات. فالمزامير التي وردت بأسلوب الحكاية هي (مز 44، 19، 49، 50، 73، 77، 89، 90، 107، 114، 127، 137) بينما الواردة في هيئة صلوات هي: (مز 17، 68، 90، 102، 122، 142) (انظر أيضًا تفاسير سفر المزامير في موقع الأنبا تكلا هيمانوت). والتي قيلت بوصفها طلبات وتضرعات وابتهالات هي: (مز 5، 6، 7، 12، 13، 16، 25، 28، 35، 38، 43، 54، 57، 59، 61، 64، 83، 86، 88، 138، 140، 143). وثمة مزمور للاستعطاف والشكر معًا وهو (مز 129) في حين أن التي لا تردد غير الاستعطاف هي (مز 3، 26، 69-71، 74، 79 80، 109، 123، 130، 131). والتي في شكل الاعتراف هي: (مز 9، 75، 92، 105-108، 111، 118، 136، 138). وهناك مزامير منسوجة من الاعتراف والحكاية وهي (مز 9، 75، 106، 107، 118، 138). بينما يجمع (المزمور 111) بين الموضوعين السابقين وبين التسبيح. ويعلن داود أن مزموره الثامن والثلاثين (مز 38) هو للتذكير. وهنا يجب أن نُذَكِّر القارئ بأن الاعتراف في المزامير ليس قاصرًا على الاعتراف بالخطية، بل يشمل الاعتراف بمجد الله. أما المزامير الخاصة بالتنبوء فهي (مز 21، 22، 45، 47، 76) - ويجمع (المزمور 110) بين الاعتراف والتنبوء. كذلك نجد مزامير تردد نغمة الاستنهاض والتوجيه- وهذه هي (مز 29، 33، 81، 95، 98، 103، 104، 114). ونجد مزمورًا واحدًا يجمع بين التسبيح والتوبيخ هو (المزمور 149)، ولكن التسبيح وحده قد ورد في عدد كبير من المزامير هي (مز 91، 113، 117، 135، 145، 148، 150) - في حين أن أناشيد الشكر هي (مز 8، 9، 18، 34، 46، 63، 77، 85، 115، 116، 121، 122، 124، 126، 129، 144).أما التي تعلن عن الوعد بالبركة فهي (مز 1، 32، 41، 119، 128). ويعبر (المزمور 108) عن الاستعداد الروحي المقدس، و(المزمور 81) عن بَثّ الشجاعة. والمزامير (مز 2، 14، 36، 52، 53) توجه الاتهام إلى متعدي الناموس والذين زاغوا عن الله. ويركز (المزمور 4) على التضرع، في حين أن المزمورين (مز 20، 63) يوجهان التضرع لله مباشرة. وتحتوي المزامير (مز 23، 27، 39، 40، 42، 62، 76، 79، 84، 97، 99) على الافتخار بالله والاتكال عليه وعتابه في آن واحد. أما المزموران (مز 58، 82) فيستثيران الشعور بالخجل، بينما نجد المزمورين (مز 48، 65) في قالب نشيدي، و(المزمور 69) ليس سوى بهجة وتهليل، ويجاريه (المزمور 100).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/athanasius-psalms/expression.html
تقصير الرابط:
tak.la/nts7ay5