ومع إشراقة يوم السبت كان الأصدقاء واقفين للصلاة والتسبيح أمام هيكل رب الصباؤوت يصلون صلاة باكر ثم ذكصولجية باكر.
وبعد تناول طعام الإفطار خرج الأصدقاء مع بسادة يتمشون على شاطئ النيل، وهم حاملين كتبهم المقدَّسة وأوراقهم وأقلامهم لاستكمال بحثهم، وتحت شجرة الدوم koukou كانت جلستهم الممتعة.
الأخ زكريا: شجرة الدوم لا تعطي ثمرها إلاَّ بعد عشرات السنين، حتى أنهم يقولون من يزرع شجرة الدوم لا يأكل منها.
منير: يا بسادة نحن نعلم محبتك للشهيد العظيم الأنبا أبسادي هل تسمعنا شيئًا من سيرته المباركة؟
بسادة: أقص عليكم بعض ما قرأته في المخطوطة المحفوظة بالدير عما حدث مع أبصادي وهو صبي بعد... وبدأ يحكي قائلًا:
خرج الصبي أبصادي مع أحد الرعاة ليرعى غنم أبيه، وفي مكان المراعي التقى مع شاب يدعى "أغرابيطا" راعٍ للجداء وتحدثا معًا، ولما أقبل الليل رأى أبصادي حلمًا عجيبًا، فإذ بتنين عظيم أسود بجوار أغرابيطا يقبله ويقول له: يا ولدي إفتح فاك لأملأه من نقمتي ومشورتي فقد اخترتك ولدًا لي. ثم أخرج التنين إكليلًا من اللبان ووضعه على رأس أغرابيطا، وسلم له سيفًا وآلة الحرب قائلًا له: بهذه تغلب أعدائك وسأجعلك ملكًا على البلاد الرومانية...
اختفى التنين ثم أبصر أبصادي ملاك الله مقبلًا إليه قائلًا: أيها الرجل المحبوب من الله طوباك لأن الله اختارك من البطن وإنتخبك من أحشاء أمك، وكما أنك ترعى الغنم غير الناطقة كذلك سترعى الخراف الناطقة، وهذا الشاب سيصير ملكًا ويثير اضطهادا عظيمًا على الكنيسة، وستنال إكليل الشهادة في عصره...
وعندما استيقظ أبصادي قصَّ الحلم على أغرابيطا الذي قال له كل ما قلته حق يا أبصادي، ولكني أعاهدك أنني لن آمر بتعذيبك. ثم حدث خصام بين الشاب أغرابيطا وأصحاب الأغنام الذين طردوه من بينهم، فأقام في هيكل الأوثان.
بعد ذلك نشبت حربًا بين الروم والفرس، فأرسل الرومان إلى مصر يطلبون رجالًا أشداء للحرب، وكان من بينهم أغرابيطا أحد هؤلاء الرجال، وسافر معهم إلى الإسكندرية، وفيها ظهر له الشيطان وقال له: تقوَ يابني... عما قليل سوف تبحر إلى أنطاكية، وسوف ألقي محبتك في قلب الرئيس فيختارك سائسًا للخيول، سوف آتي إليك وأخبرك عما تفعل...
وفي أنطاكية نظر الرئيس أغرابيطا واقفًا على سقالة المركب وكان فارعًا في الطول، وذوائب شعره سائلة على كتفه، فأحبه وسلَّمه أسطبل الخيل، وفي هذا الوقت قُتل الملك نورمانوس ولم يكن له بنين... أرسلت ابنته الصغرى إلى ساحة الحرب تستدعي القائد لكي تتوجه ملكًا...
أمسك أغرابيطا المزمار يعزف عليه حتى رقصت الخيل، ووصل صوت المزمار إلى أذن ابنة الملك الكبرى، فنظرت إلى أغرابيطا وأحبته، وهنا ظهر الشيطان لهذه الابنة بهيئة رجل حكيم، وأخذ يحذرها من أختها الصغرى التي أرسلت للقائد في ساحة الحرب حتى تتوجه ملكًا، وفعلًا تم تتويج أغرابيطا ملكًا على الروم باسم الملك دقلديانوس...
أما أبصادي فقد تحقق معه قول الملاك إذ صار أسقفًا بيد قداسة البابا بطرس البطريرك السابع عشر الذي صار خاتمًا للشهداء.
منير: لقد ذهبنا إلى بيعة البابا بطرس بالإسكندرية وصلينا فيها القداس الإلهي وفعلًا أخذنا بركة خاتم الشهداء.
الأخ زكريا: نشكرك يا بسادة... يا حبيب الأنبا أبصادي.
والآن نبدأ جلستنا الثالثة حول موضوع:
التثليث والتوحيد
كتابيًا... كنسيًا... عقليا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity/doum.html
تقصير الرابط:
tak.la/rj8xhym