سابعًا: علامات المجيء الثاني:
عندما تحدث السيد المسيح عن علامات مجيئه الثاني قال: "وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع "(مت 24: 29) ثم قال "الحق أقول لكم لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله" (مت 24: 34).. وقد فسر المجئيين الآية الأولى على أنها تمت فالضيق هو الاضطهاد البابوي للمخالفين لهم في الإيمان، والظلمة ظهرت في يوم 19 مايو سنة 1780م، وتساقط النجوم حدث في عام 1833م. كما يدعون أن الروح القدس سينسكب على المؤمنين في نهاية الأيام كما حدث في يوم الخمسين. أما الجيل الذي عاين تساقط النجوم عام 1833م فهو الجيل الذي سيبصر المجيء الثاني.
1- عن فترة الضيق يقولون:
" فترة الاضطهاد البابوي... ابتدأت هذه المدة في سنه 583 م وانتهت سنة 1798 م حين أسر القائد برتبة (أحد قوات الثورة الفرنسية) البابا ونفاه إلى فرنسا... ولقد امتد وقت الاضطهاد إلى سنة 1798م ولكن قبيل هذا التاريخ بدأ الناس يستشعرون تأثير مبادئ الإصلاح البروتستانتي ومن ثم خفت فترة الاضطهاد منذ عام 1775 م."(81)
"وقد أعلن المسيح انه بنهاية الاضطهاد البابوي العظيم ستظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه وتسقط النجوم من السماء... هذه العلامات قد ظهرت فإننا نعلم عن يقين أن مجيء الرب قريب"(82)
2- وعن ظلمة الشمس يقولون:
" وكان ذلك في 19 آيار (مايو) من عام 1780 م حدث نحو الساعة العاشرة من صبيحة ذلك اليوم أن احتجب نور الشمس وأطبق على الأرض الظلام "(83)
"أن اليوم التاسع عشر من شهر أيار (مايو) سنة 1780 م. معروف عند المؤرخين "باليوم المظلم" ففي ظهيرة هذا اليوم عمت الظلمة الدامسة القسم الكبير من الأرض الجديدة التي كانت تتجه إليها أبصار العالم قاطبة. فالشموع أضيئت في بيوت عديدة والعصافير اختبأت في أعشاشها والطيور أوت إلى أوكارها. وقد ظن الكثيرين أن يوم الدينونة الذي تكلم عنه السيد المسيح هوذا يقترب على الأبواب. نعم وهذا ما كان يريد الله أن ينبه إليه الأفكار"(84)
"ورد في قاموس ويستر المطول صفحة 1604 سنه 1883 تحت مادة "اليوم المظلم":
"سادت الظلمة في بعض الأماكن عدة ساعات عديدة... اخذ الظلام ينشر على الأرض ستارة عند الساعة العاشرة وبقى إلى منتصف الليل غير أن درجة هذا الظلام كانت تختلف باختلاف الأماكن فدام في بعضها أكثر منه في البعض الآخر "(85)
3- وعن تساقط النجوم يقولون:
"متى كان المشهد العظيم لسقوط النجوم؟
في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1833 كتب الفلكي الشهير أولمستد الأستاذ في جامعة يايل ما يلي: لاشك أن الذين أسعدهم الحظ ليروا تساقط الشهب في صباح 13 تشرين الثاني 1833 قد رأوا معرضا من الألعاب النارية السماوية لا يفوقه مشهد منذ الخلق أو على الأقل منذ بدء تاريخ العالم... ولم تقتصر شابيب النيازك في سنة 1833 على مكان صغير من وجه هذه البسيطة بل امتدت من أواسط الاتلانتيك في الشرق إلى الباسيفيك في الغرب ومن الشاطئ الشمالي في أمريكا الجنوبية إلى المناطق الكائنة في الممتلكات البريطانية في الشمال "(86)
" تذكر دائرة المعارف الأمريكية في طبعة سنة 1881م في مقال عن الشهب ما يأتي:
وكان هذا العرض في شلالات نياغارا وهاجا بنوع خاص أو قد يكون أنه لم يشاهد مخلوق من ذي قبل منظرًا متناهي العظمة والجمال كهذا المنظر وفيه الأجسام النارية تتساقط كسيل جارف على تلك الشلالات الهائجة المضطربة"(87)
4- وعن انسكاب الروح القدس على المؤمنين كما حدث يوم الخمسين وقيام المؤمنين بصنع الآيات والمعجزات يقولون:
"أية دعوة مماثلة (ليوم الخمسين) توُجه للمؤمنين في انسكاب الروح في الأيام الأخيرة؟
ثم سمعت صوتا آخر من السماء قائلا اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها. ولئلا تأخذوا من ضرباتها لان خطاياها لحقت السماء وتذكر
الله آثامها" (رؤ 18: 4، 5).. لا بُد أن يتم عمل عظيم بوقت قصير عند انسكاب الروح القدس في آخر الأيام. وسترون في كل الأرض أصوات كثيرة تحذر العالم وتنبهه وسيأتي المؤمنون بعجائب وآيات فتتجدد الألوف في يوم واحد كما حدث في يوم الخمسين "(88)
5- وعن الجيل الذي سيعاين النهاية يقولون:
"ولا شك في أن من الذين ولدوا عام 1833 سيكونون بين الأحياء حين يأتي الرب "(89)
"وهذا ما يحصر مجيء المسيح في جيل ما فان من يرى تساقط النجوم يرى أيضًا أوائل الجيل الذي لا يمضى حتى "يكون هذا كله" أي مجيء المسيح له المجد ولا شك في أن من الذين ولدوا عام 1833 سيكونون بين الأحياء حين يأتي المسيح... إن جيلنا الحاضر هو الجيل الذي قدر له أن يرى مجيء المسيح له المجد"(90)
تعليق:
أولا: أدعى الأدفنتست أن فترة الضيق استمرت من عام 538 إلى 1798 أي 1260 سنة وهذا يناقض قول الإنجيل الذي يحدد فترة الضيق بمدة قصيرة حتى إنه أطلق عليها أيام " وللوقت بعد ضيق تلك الأيام".. وسفر الرؤيا حدد هذه المدة التي يتعظم فيها الوحش ويجدف على اسم الله المبارك ويغلب القديسين بثلاث سنين ونصف " وأعطى فما يتكلم بعظائم وتجاديف وأعطي سلطانًا أن يفعل اثنين وأربعين شهرًا. ففتح فمه بالتجديف على الله ليجدف على اسمه وعلى مسكنه وعلى الساكنين في السماء. وأعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم" (رؤ 11: 5-7).
ونفس هذه المدة التي سيدوس فيها الأشرار المدينة المقدسة:
"أعطيت للأمم وسيدوسون المدينة المقدسة اثنين وأربعين شهرًا" (رؤ 11: 2).
ثانيا : ظلمة الشمس التي حدثت في 19 مايو 1780 م كانت ظلمة جزئية شملت بعض المناطق دون الأخرى كما شهد بذلك قاموس ويستر "سادت الظلمة في بعض الأماكن مدة ساعات عديدة".. هذه الساعات المظلمة لم تتعدى ساعات اليوم الواحد. ثم ماذا حدث بعد هذا؟ عادت الشمس تشرق بنورها على الأرض... وهذا لا يتفق مع نص الإنجيل بان الشمس تظلم والقمر لا يعطى ضوءه أي إنها تظلم إلى لا بُد وليس فترة قصيرة لا تتعدى ساعات اليوم الواحد وما ينطبق على الشمس ينطبق على النجوم أيضًا.
ثالثًا: سقوط بعض النيازك في بعض الأماكن لا يعنى أبدا ما قاله الإنجيل بان نجوم السماء تتساقط وقوات السموات تتزعزع. فما زالت الشمس تشرق على الأبرار والأشرار وما زالت النجوم تسير في أفلاكها تزين السماء.
رابعًا: في الأيام الأخيرة لن ينسكب الروح القدس على المؤمنين بل سيرفض العالم الله وعمل روحه القدوس ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكلما ازدادت الضربات كلما زاد تزمر الناس على الله والتجديف على اسمه القدوس كقول الإنجيل:
"فاحترق الناس احتراقًا عظيمًا وجدفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات ولم يتوبوا ليعطوه مجدًا" (رؤ16: 9).
ثم أن الإنذار الذي يذكره الأدفنتست "اخرجوا منها يا شعبي" (رؤ 18: 4).
فانه سيكون في نهاية العالم والتي أشار إليه سفر الرؤيا بسقوط بابل "سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكنًا لشياطين ومحرسًا لكل روح نجس..." (رؤ 18: 2) " لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك" (رؤ 18: 10).. وكل الذين ساروا في طريق الشر "صرخوا إذ نظروا دخان حريقها" (رؤ 18: 18) هذا الوقت وقت الدينونة وليس وقت التوبة والتجديد وعمل المعجزات كما يدعى الأدفنتست.
خامسًا: أما قول الأدفنتست بأن جيل عام 1833 هم الذين سيعاينون مجيء السيد المسيح الثاني فقد ثبت كذبه... لقد مضى على هذا التاريخ أكثر من 160 عامًا ولو كان متوسط عمر الذين شاهدوا تساقطت الشهب والنيازك عشرون عامًا إذن عمر هذا الجيل الآن أكثر من 180 عامًا...
تُرى هل يوجد جيل يعيش بيننا بلغ متوسط العمر فيه 180 عامًا؟ وهل يدلونا الأدفنتست على هذا الجيل أن كان يعيش على أرضنا هذه أم على كوكب آخر؟!!
_____
(81) ص 66 ما وراء الموت.
(82) ص 607, 608 مشتهى الأجيال.
(83) ص 33 المجيء الثاني - كارليل ب هنز.
(84) ص 324 الكتاب يتكلم.
(85) ص 331 الكتاب يتكلم.
(86) ص 332 الكتاب يتكلم.
(87) ص 332 الكتاب يتكلم.
(88) ص 228 الكتاب يتكلم.
(89) ص 68 ما وراء الموت.
(90) ص 41, 42 المجيء الثاني.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/second-coming.html
تقصير الرابط:
tak.la/wtm9q99