نتعرض في هذا الموضوع يا صديقي لنقطتين أولهما: القانون الذي بموجبه أسست هذه الجمعية وثانيهما: في بيان أن هذه الجمعية بروتستانتية.
هذه الجمعية ليس للأرثوذكسية صلة بها على الإطلاق فلم يشترك في إنشائها الكنيسة الأرثوذكسية ولا أحد من الإكليروس:. وقد بنيت هذه الجمعية على الخداع فتخدع البسطاء من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية وتقنعهم بأنها جمعية لا طائفية تهتم بخلاص النفوس ولا تتعرض للعقائد أو الطقوس وكأن خلاص الإنسان شيء وعقيدته في الخلاص شيء آخر... وفي هذا تنكر جميع العقائد والطقوس الأرثوذكسية وتنفذ العقائد البروتستانتية بحذافيرها... المهم نترك هذا للنقطة الثانية.
أولًا: قانون جمعية خلاص النفوس المركزية بأسيوط المسجلة بوزارة الشئون الاجتماعية تحت رقم 28 أسيوط ويشمل القانون من بين مواده الآتي:
م 1: في سنة 1927 اجتمع بعض الشبان الأتقياء من مختلف الطوائف المسيحية بمدينة أسيوط واتفقوا على تكوين جمعية دينية مسيحية باسم جمعية خلاص النفوس. لا يجوز أن يكون للجمعية خدام رسميون بمرتبات [المادة 28 تنص على تقديم المساعدات المالية لخدام الإنجيل الذين يتطوعون لخدمة الجمعية لتسهيل خدماتهم]
م 2: أغراض الجمعية حث الشباب المسيحي على التمسك بالدين... عقد اجتماعات دينية تلقى فيها العظات للكبار ودروس الأحد للصغار... مساعدة الفقراء... بث روح التعاون بين الطوائف المسيحية [اليوم وبعد سبعون عامًا ثبت فشل الجمعية الذريع في تحقيق هذا الهدف، ولكنها نجحت في اختطاف أبناء الكنيسة الأرثوذكسية البسطاء من أمهم]
م 4: تقدم طلبات الانضمام لسكرتير الجمعية، ويعرض السكرتير طلبات الانضمام على مجلس الإدارة في اجتماعه الدوري ولمجلس الإدارة الحق في قبول أو رفض أي طلب بعد موافقة الجمعية ولا يعتمد العضو إلا إذا وقع على قانون الجمعية [هذه المادة معطلة بل أن خدام الجمعية لا يكلون عن زيارة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية في منازلهم يلحون عليهم في الحضور ثم الانضمام إليهم، أما الذي تقوده قدماه إلى إحدى هذه الجمعيات فهو صيد ثمين... أتذكر منذ أكثر من ربع قرن عندما دخلت هذه الجمعية (بغرض استكمال بحث) فإذ بالحاضرون عقب الاجتماع يحيطون بي وجميعهم يسألونني: هل خلُصت..؟ من أين أنت..؟ أين تسكن..؟ وماذا تعمل..؟.. إلخ.) وتنص المادة أيضًا "على العضو أن يمارس فريضة العشاء الرباني في الكنيسة التي يرتاح ضميره إليها [وهذا يريح ضمير المترددين على هذه الجمعيات]، يدفع العضو اشتراكًا حسب طاقته ومقدرته المالية بحيث لا يقل عن خمسة قروشًا شهريًا" [هذا المبلغ منذ سبعون عامًا... كم يساوي الآن..؟!] "لا يجوز للعضو أن يستقيل إلا إذا بين الأسباب كتابة".
م 5 - 7: تعقد الجمعية العمومية مرة كل سنة في النصف الأول من شهر يناير، وتقوم بانتخاب مجلس إدارة ومراقب حسابات للسنة الجديدة، والتصديق على الحساب الختامي للسنة المالية المنصرمة، وتغيير القانون أو تعديل بعض مواده إذا لزم الحال، والاجتماع يعتبر صحيحًا بحضور نصف الأعضاء وإلا فيؤجل لمدة أسبوع ثم يعتبر صحيحًا مهما كان عدد الحاضرين.
م 13- 15: مجلس الإدارة يتكون من سبعة أعضاء منهم الرئيس ونائبه، والسكرتير ومساعده وأمين الصندوق واثنين أعضاء يباشر أحدهما المكتبة والعهدة.
م 16- 29: تحدد واجبات كل عضو من مجلس الإدارة، والموارد المالية وأوجه التصرف ومراجعة الحسابات.
م 32- 33: إذا انحل فرع من فروع الجمعية فإن جميع أموال وعهدة الفرع تؤول إلى الجمعية المركزية بأسيوط، وإذا انحلت الجمعية الرئيسية يؤول كل ما لها إلى الفرع الأكثر نشاطًا من الفروع القائمة وإلا فتؤول إلى المجلس الملي الأرثوذكسي العام والمجلس الملي الإنجيلي العام مناصفة فيما بينهما [هذا يُظهر أن هناك بعض الشباب الأرثوذكسي المخدوع قد ساهم في تأسيس هذه الجمعية... وأين هي الآن من الأرثوذكسية والبروتستانتية..؟ أنها بعيدة جدًا عن كل ما هو أرثوذكسي وقريبة جدًا عن كل ما هو بروتستانتي].
وقد نشطت جمعية خلاص النفوس بفروعها المختلفة بسبب إنكارها أنها بروتستانتية... تصدر الجمعية سلسلة كتب تحت اسم "فتشوا الكتب" وتصدر سنويًا "تقويم الخلاص" والأمر المدهش أنها وضعت على تقويم سنة 1996 صورة الميلاد لتجتذب على كل حال قومًا، وتصدر منذ سنة 1950 مجلة "رسالة الخلاص" وجميع كتّابها من الأخوة البروتستانت، ومقر إدارة المجلة 12 ش قطة شبرا مصر، ويرأس تحريرها الأستاذ عزت عطية... كما قامت الجمعية بإنشاء بعض الملاجئ في سوهاج وأسيوط وحلوان والعباسية، وينشط خدامها في جمع التبرعات من أجل هذه الملاجئ والنبذات التي توزع مجانًا والمعونات التي تقدم للخدام.
صدر تحت هذا العنوان "بيان للشعب الأرثوذكسي" من كلية البابا كيرلس السادس اللاهوتية، والكلية الإكليريكية في يونيو سنة 1962 جاء فيه:
"لا زال عدد من الأقباط الأرثوذكس الأبرياء يترددون على جمعيات خلاص النفوس اعتقادًا منهم أنها جمعيات روحية تهدف إلى أغراض بحتة، وأنها على زعم قادتها جمعيات لا طائفية..!!
ونحن نعجب لأمر هذه الجماعة التي تصر على إنكارها لبروتستانتيتها، وتتستر تحت اسم لامع جميل هو "خلاص النفوس"!
لا شك أن غاية إيماننا المسيحي هو خلاص النفوس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذه الغاية التي تعمل من أجلها كنيستنا الأرثوذكسية منذ إنشائها إلى اليوم... لأنه إذا لم يكن خلاص النفوس هو غايتنا فباطل هو إيماننا وباطل هو تعليمنا، وباطل هو سعينا وجهادنا في طريق الكمال المسيحي... إذا لم يكن خلاص النفوس هو هدفنا وهدف الكنيسة الأسمى والأول فلماذا دشنت الكنائس وأقيمت المذابح ورفعت القرابين..؟! ولماذا أقام الرب في الكنيسة خدامًا للكرازة والتعليم من أساقفة وقسوس وشمامسة..؟! ومهما يكن من أمر فإن جمعيات خلاص النفوس تنادي بمبدأ هدام ومهلك هو مبدأ اللاطائفية الأثيم.!
علينا تمشيًا مع منطق اللاطائفية أن نلغي من المسيحية كل عقائدها وكل طقوسها، ذلك لأن الكلام عن أي عقيدة مسيحية يجرح قومًا من المنطويين تحت لواء جمعية خلاص النفوس اللاطائفية..!
إن اللاطائفية مبدأ غير طبيعي لأنه من غير المعقول أن لا يكون للإنسان عقيدة يؤمن بها ويدافع عنها، ويحيا بها وفيها ولها، ويمارس سلوكه طبقًا لها بشعوره الواعي أو باللاشعور، وحتى اللاطائفيون أنفسهم من جمعية خلاص النفوس لابد أن تكون لهم عقيدتهم حتى لو كانت هي اللاطائفية..؟!
واللاطائفية تقتل الصراحة في الحق والجرأة في الإيمان.
واللاطائفية... تتطلب من الإنسان أن يطوي عقيدته في نفسه ولا يجاهر بها ولا يدافع عنها، ويكتمها كأنها أمر مخجل يدعو إلى التخبئة والتستر.
واللاطائفية دعوة إلى مسيحية ناقصة... إن جمعية خلاص النفوس تدعو الناس إلى التوبة أو إلى الخلاص كما تدعي، فهل تستطيع أن تشرح لأتباعها طريق الخلاص أو طريق التوبة..؟! إنها لا تستطيع... لأنها إذا أبانت للخاطئ أن يمارس الإعتراف ويتقدم للتناول فقد وقعت في مأزق..! فإذا قالت أن الاعتراف يكون أمام الله فقط فقد نادت بعقيدة بروتستانتية... وإذا قالت أن الاعتراف يكون على يد الكاهن امام الله فقد نادت بالمبدأ الأرثوذكسي..! ولذلك فإنها تكتفي بكلام ناقص عن التوبة، وإن كان يعد كاملًا من وجهة النظر البروتستانتية.
ومما يؤكد بروتستانتية هذه الجماعة أن وعاظها ينادون في الناس أن يقفوا إذا كانوا قد خلصوا فيقف من يقف ويبقى جالسًا من لم يخلص بعد..! وهو هو بعينه الأسلوب السائد عند بعض الطوائف البروتستانتية والتي تنكره الكنيسة الأرثوذكسية وجميع الكنائس الرسولية التقليدية.
ولا يمكن لجمعية خلاص النفوس تمشيًا مع منطق اللاطائفية أن تتكلم عن التناول من الأسرار المقدسة لأنها إن قالت أنه جسد الرب ودمه فقد أعلنت الحقيقة الأرثوذكسية وإن قالت أنه رمز فقد كشفت عن بروتستانتيتها، ولذلك لا بد لها من أن تهرب، فلا تتكلم عن التناول مع أهميته وضرورته للحياة الروحية.
كما يستحيل على جمعية خلاص النفوس تمشيًا أيضًا مع دعوتها اللاطائفية أن تتكلم عن التقليد أو عن الصوم أو عن رسم علامة الصليب، ولا تستطيع أن تستخدم آيات الكتاب المثبتة لأي عقيدة أرثوذكسية، ولا يمكن أن تسمح لواعظ فيها أن يتكلم عن السيدة العذراء وفضائلها وبتوليتها الدائمة، وأنها والدة الإله، ولا يمكن أن يتناول في حديثه شيئًا عن الاتجاه إلى الشرق في الصلاة، ولا عن شفاعة القديسين التوسلية للأحياء وللراقدين، ولا يمكن أن يشير إلى الهيكل أو المذبح أو الحجاب، ولا للصور المقدسة، ولا إلى القداس. وبالإجمال لا يمكن أن يعرض في حديثه جملة أو تفصيلًا لشيء من العقائد والطقوس إنها في نظر اللاطائفيين رجس وشر يبعد الناس عن الخلاص..!!
ولعل أخطر من هذا كله أن يفهم الناس أنهم في غير حاجة إلى تلك العقائد والطقوس وحينئذٍ تكون اللاطائفية قد جرتهم إلى عقيدة بروتستانتية من أعلى طراز..!
وأيًا كان القول فإن الأرثوذكسي لا يقبل أن يصير لا طائفيًا أو مائعًا بين المذاهب..! ولا يسمح لنفسه أن يتستر وراء اللاطائفية، ولا يطيق أن يتنكر لعقيدته وإيمانه ولا يستسيغ أن يفصل نفسه عن الأرثوذكسية الصريحة بجميع عقائدها وطقوسها وتقاليدها..!
إذًا فجمعية خلاص النفوس البروتستانتية بدعوتها اللاطائفية لم تخسر أو تفقد شيئًا... أما الأرثوذكس الذين خدعوا بدعوتها، فهم الذين قد خسروا وخسروا كثيرًا جدًا... هي لم تخسر لأنها بروتستانتية... وليس يضرها بل ومن مصلحتها أن تستبعد من مواعظها وممارستها كل العقائد الأرثوذكسية وكل الطقوس الأرثوذكسية لأن ما سيبقى بعد ذلك هي العقائد البروتستانتية والطقوس البروتستانتية.
أتريد الدليل على أن جمعية خلاص النفوس لا تخسر شيئًا بدعوتها إلى اللاطائفية، وأن الأرثوذكس وحدهم هم الخاسرون... تأمل اجتماعات هذه الجماعة... تأمل صلواتهم وترانيمهم وأنغامهم في ترانيمهم... تأمل كيف يبدأون اجتماعاتهم، وكيف يختتمونها... تأمل ترتيب المكان الذي يجتمعون فيه... تجده بروتستانتيًا في تصميمه وفي كل ما يجري في داخله... إنه مبنى لا طائفي بحسب دعواهم، ولكنه بروتستانتي حقًا لا غش فيه... ليس فيه هيكل أو مذبح وليس له نظام بيت الرب أو الكنيسة... ليس أرثوذكسيًا... ولا هو كاثوليكيًا... إنه بروتستانتي بالطبع... فهل هو حقًا لا طائفي كما يزعمون..؟ ألا ترى أنه طائفي من طراز بروتستانتي أصيل..؟!
أتريد الدليل على أن جمعية خلاص النفوس جمعية بروتستانتية وليست لا طائفية كما هي تدعي..؟ الدليل في مواعظهم وفي كتبهم التي يصدرونها ونشراتهم التي يوزعونها... إنها مؤلفات بروتستانتية صحيحة في أسلوبها وفي صياغتها وفي منهجها وفي مفهوماتها بل أيضًا في مصطلحاتها التي تعبر بها عن روحيات المسيحية... إن كتابتهم تكشف عن عقيدتهم وعن روحهم البروتستانتية التي تشبعوا بها.
- هكذا نقول لأتباع جمعية خلاص النفوس: لستم لا طائفيين أنكم بروتستانت... فإن لهجتكم تظهركم وتدل عليكم... مهما أنكرتم وأصررتم على الإنكار فليست العبرة بدعواكم ولكن بما تبطنون... وما تبطنون تكشف عن كتاباتكم ومواعظكم ولهجتكم في الحديث وفي الكتابة، وفي المصطلحات التي تستخدمونها.
ولتزعم جمعية خلاص النفوس ما شاءت أن الأرثوذكس يحضرون اجتماعاتها فهل تستطيع أن تزعم أنها أيضًا تضم الكاثوليك مثلًا..؟ بالطبع أنها لا تجرؤ على هذا الادعاء ولا يتبقى معها أو فيها إلا قليل جدًا من البروتستانت ومعهم عدد كبير جدًا من أبرياء الأرثوذكس الذين لم يكونوا قبلًا عالمين بحقائق ديانتهم، واقفين على مبادئ كنيستهم فاستهوتهم دعوة اللاطائفية الهدامة ولو عرفوا لما قبلوا أن يتركوا كنيستهم وينطووا تحت لواء هذه الجماعة البروتستانتية المقنعة بقناع "اللاطائفية" المزعوم..!
هل تستطيع جمعيات خلاص النفوس أن تنكر الحقائق الآتية:
أولًا: أن الخدام الرسميين المعينين في جمعية خلاص النفوس وفروعها كلهم من البروتستانت..؟!
ثانيًا: أن الذين يديرون فعلًا جمعية خلاص النفوس كلهم من البروتستانت إلا قلة مخدوعة من بين من يسمون أنفسهم بالأرثوذكس وليسوا بأرثوذكس على الحقيقة.
ثالثًا: أن جمعية خلاص النفوس تعقد اجتماعاتها في المناطق الآهلة بالكنائس الأرثوذكسية.
رابعًا: أن جمعية خلاص النفوس تبذل جهودًا جبارة في افتقاد أولاد الكنيسة الأرثوذكسية في بيوتهم والإلحاح عليهم بضرورة حضور اجتماعات جمعيتهم.
خامسًا: أن الذين يدعون إلى الوعظ في جمعية خلاص النفوس كلهم من البروتستانت... أيها الأقباط ليس لدينا أدنى شك على الإطلاق في أن جمعية خلاص النفوس جمعية بروتستانتية صحيحة مهما تسترت بستار اللاطائفية الأثيم..! وليس لدينا أدنى شك في أن هدف جمعية خلاص النفوس هو محاربة الكنيسة الأرثوذكسية وإبعاد الأقباط عن كنيستهم بطريقة خادعة غير ظاهرة.
إن جمعية خلاص النفوس البروتستانتية تدعوكم بأسلوب ناعم أملس إلى أن تتركوا كنيستكم وتهملوا عقيدتكم... فاحذروا هذه الجماعة وافضحوا دعوتها... واقطعوا شركتكم معها... وامنعوا أولادكم وأقرباءكم وأصدقاءكم من حضور اجتماعاتها، وادرسوا عقيدتهم كنيستكم الأرثوذكسية فهي كثيرة، وكونوا راسخين في إيمانكم الأقدس، واثبتوا على ما تعلمتم من الآباء ومعلمي الإيمان الأرثوذكسي المسلّم للقديسين من رب المجد مخلّصنا يسوع المسيح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/salvation-of-souls.html
تقصير الرابط:
tak.la/8ytm5py