2- حركة الجزويت (اليسوعيين):
أسس هذه الجماعة شخص يدعى أغناطيوس ليولا، وهو أسباني المولد سنة 1491م... من أسرة غنية... تعلَّم الفروسية وانتظم بالجيش الأسباني وشارك في معارك التحرير الأسبانية، كما حارب ضد اليهود والهراطقة... ثم شارك في معارك أسبانيا مع قوات النافار الثائرة فأصيب في ساقه، ورغم أنه أجريت له عمليتين جراحيتين إلا انه لم يتماثل للشفاء بل تعرض أيضًا للحُمى وقارب من الموت... وهنا، تغيرت أفكاره وأحلامه من فارس في ميادين القتال إلى جندي روحي في جيش يسوع، وقد عُرف ليولا بغيرته الشديدة على المذهب الكاثوليكي... فوضع في نفسه القتال لأجل الكاثوليكية وإن لم يكن بالسيف فبالمبادئ والسلوك والقلم...
التحق ليولا بأحد الأديرة، وعاش حياة الزهد والتقشف في أصوام وإماتات كثيرة... كان طعامه الخبز اليابس، ولباسه رداء من الشعر الخشن على لحمه، متمنطقًا بسلسلة حديدية حول وسطه، وكان يدرب نفسه على القيام بالأعمال الوضيعة... فكان يخرج من الدير إلى المستشفيات ليعصب جروح المرضى العفنة... وبعد فترة اعتزل في مغارة منفردًا عن الناس متوحدًا... فذاعت شهرته وعمَّت الآفاق...
أشار عليه بعض أصدقائه المخلصين بدراسة اللاهوت... فرحل سنة 1528م من أسبانيا إلى فرنسا حيث درس العلوم اللاهوتية في باريس... وأصبح ذو شأن عظيم... فالتف حوله محبيه ومريديه... وانتقى ليولا تسعة أشخاص ذو كفاءة عالية، وكوَّن العشرة معًا جمعية أسموها "جمعية يسوع " وكان ذلك سنة 1540م
قامت الجمعية على مبدأ الطاعة الكاملة للكنيسة الكاثوليكية والرؤساء، فكان من مبادئها:
"على كل عضو أن يطع رئيسه كأنما هو المسيح على الأرض"...
كتب ليولا كتاب "التدريبات الروحية" للمرشحين للرهبنة، فالمرشح يقضي عدة أسابيع يتأمل في خطاياه ومحبة السيد المسيح له... وفي نهاية فترة الاختبار يوقع المرشح على تعهده بالطاعة الكاملة للبابا والمرشد العام، والتزامه بحياة الطهارة والفقر الاختياري.
والتزم الأعضاء بالجهاد الروحي، كما أضفى ليولا على جماعته الروح العسكرية من الالتزام والجدية...
أعجب الكثيرون بمبادئ جماعة اليسوعيين التي تنأى بنفسها عن المجادلات، وتسلك في طريق الطاعة الكاملة... فاكتسبت الجمعية كثير من الأتباع... وانتشر نشاط الجمعية عبر البحار بفضل أعضائها العشرة... فمثلًا: فرانز زافيير أحد العشرة المؤسسين للجمعية ذهب إلى الهند ماسكًا صليبه وحاملًا مذوده يكرز ويبشر للهنود ببشرى الخلاص، فآمن على يديه الكثيرين... ثم انتقل من الصين ومنها إلى اليابان... وعلى مدار إحدى عشر عامًا يكتسب شعبًا ليسوع حتى انتهت حياته في إحدى جزر الصين الموحشة.
قسَّم ليولا العالم إلى اثني عشر منطقة، وعيَّن لكل منطقة رئيس... وقام هو بوظيفة الرئيس الأعلى للاثني عشر رئيسًا... وفي فترة وجيزة انتشرت مدارس الجيزويت في دول كثيرة، ومن خلال التعليم أضفوا روح الحب والتقدير للكنيسة سواء على التلاميذ أو ذويهم... كما اختاروا رعاة ممتازين للكنائس التي أسسوها، وبهذا كان لهم التأثير القوي الفعال في مقاومة الحركة البروتستانتية، حتى استطاعوا أن يستردوا مناطق كثيرة من النفوذ البروتستانتي، وسيطروا على معظم أنحاء العالم الكاثوليكي... لقد كان لهذه الجمعية الفضل في عودة المهابة للكنيسة وللسلطة البابوية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/jesuit.html
تقصير الرابط:
tak.la/4pzaybw