كم أشكر إلهي الصالح الذي وهبني بركة هذا العمل، وقد تفاضلت نعمته عليَّ كثيرًا فكانت بحسب صلاحه وقوَّته وغناه في المجد، وليست بحسب خطاياي وآثامي وضعفاتي وفقري واحتياجي، وإن كانت نعمته قد سمحت بظهور هذا العمل المتواضع للنور، فيا ليته يبارك هذا البحث لمجد اسمه القدوس ليؤتي بالثمار المرجوّة في حقل الخدمة.
فهذا هو الجزء الثاني من الكتاب الثالث من المنهج العقيدي الدوَّار الذي أُعدَّ خصيصًا للخدام والمخدومين في المرحلتين الإعدادية والثانوية بهدف رفع المستوى العقيدي، وتذوّق حلاوة وجمال وعمق العقيدة المسيحية... فيا ليت كل خادم يُلزم نفسه بدراسة هذا المنهج ليفهم عقيدته ويتذوّق جمالها وكمالها.
طريقة الدراسة: هذا الكتاب مثل مثيليه السابقين هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت، وهو مقسّم إلى اثنتي عشرة محاضرة بالإضافة إلى فصلين للمنوعات، حيث يقوم الخادم الفاضل بدراسة محاضرة واحـدة كل شهر. ثم يقوم بتبسيطها وتدريسها لأولاده بمعدل مرّة شهريًا، أو بمعدل ربع ساعة أسبوعيًا في الخدمة الافتتاحية، ويستحسن أن يتم التدريس على مستوى كل سنة دراسية بمفردها، حتى يمكن التركيز وتوفير الفرصة المناسبة لإثارة أكبر قدر من الأسئلة التي تواجه أبناءنا في مدارسهم وعبر وسائل الإعلام ولا سيما شبكة الإنترنت التي ازدادت فيها المواقع التي تهاجم الإيمان المسيحي القويم.
ويسعدني أن أدلي بشهادتي أنه خلال تدريسي لهذا المنهج بالمرحلة الإعدادية لاحظت قبولًا واشتياقًا وتفاعلًا من جانب المخدومين، حتى إن أبناء الصف الأول الإعدادي كثيرًا ما أضافوا إلى معلوماتي وأثاروا أمامي ما لم أقرأه في الكتب الكثيرة، وأعود وأقول إن للخادم حرية التصرّف في ترتيب الدروس كما يرى، أو الاستعانة ببعض الأسئلة من فصل المنوعات، أو إضافة ما يراه مناسبًا من دراساته الخاصة بعد التأكُّد من مطابقتها لعقيدتنا الأرثوذكسية... المهم يا إخوتي أن ندرس ونفهم، ونساعد أولادنا على فهم وتذوق الأمور العقيدية.
وإن شاءت نعمة اللَّه فلنخصّص هذا المنهج للمرحلة الإعدادية، ونقوم بإعداد منهج آخَر على نفس المنوال للمرحلة الثانوية خدامًا ومخدومين يشمل عرضًا لأهم البدع والهرطقات التي عانت منها الكنيسة خلال عشرين قرنًا من الزمان مع مناقشتها والرد عليها.
ويسعدني أن أتقدَّم بأسمى آيات الشكر والعرفان بالجميل لنيافة الحبر الجليل الأنبا موسى الأسقف العام لتعبـه في مراجعة الجزء الأول من هذا الكتاب:
ونيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل الأسقف العام لتعبه في مراجعة الجزء الثاني من هذا الكتاب:
وأيضًا نيافة الحبر الجليل الأنبا تواضروس الأسقف العام لتعبه في مراجعة الكتاب السابق:
والآن يا صديقي أتركك مع كتابي هذا الذي هو كتابك، ملتمسًا منك أن تذكر ضعفي في صلواتك.
ولإلهنا المجد الدائم في كنيسته من الآن وإلى الأبد. آمين.
حلمي القمص يعقوب
2004 م
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/study.html
تقصير الرابط:
tak.la/425w4yk