مجمع ضد الأيقونات:
في سنة 754 عقد الإمبراطور قسطنطين مجمعًا في قصر هيريه Hieria الواقع مقابل القسطنطينية على الضفة الآسيوية من البوسفور ودعى إليه الأساقفة فحضره 338 أسقفًا وترأسه ثيودوسيوس رئيس أساقفة أفسس وهو ابن الإمبراطور السابق ابسمار وكان من مؤيدي محاربة الأيقونات، وكان الكرسي البطريركي بالقسطنطينية فارغًا فكان معظم المجتمعين يطمعون في هذا المنصب ولذلك لم يعترض أحد منهم على رأى القيصر، وجاء في تحديد المجمع:
"أن المجمع المقدس المسكوني الذي التأم بنعمة الله عملًا بالأمر الصادر من الحسني العبادة الإمبراطورين الأرثوذكسيين المحبويين من الله قسطنطين ولاون (وكان عمر لاون بن قسطنطين عندئذ أربع سنوات).. أن إبليس أضلَّ سبيل الناس فعبدوا الخليقة عوض الخالق... أن مُبدِع الشر لم يحتمل منظر هذه الزينة (الكنيسة) وأخذ يعيد بالتدريج عبادة الأصنام تحت ستار العبادة المسيحية... في قضية دهان الصور دهانًا خادعًا يهبط بروح الإنسان من عبادة الله العلوية إلى عبادة الخليقة، وهي عبادة مادية سافلة... أن فن تصوير المخلوقات الحية المخالفة للشرع كان تجديفًا على عقيدة خلاصنا الأساسية... فما نفع جنون المصوّر الذي يُصوّر رغبة في الربح القبيح من لا يجوز أن تُرسَم له صورة، وهو بيديه الملوثتين يجرب أن يصنع شكلًا للذي يجب أن يؤمن به فقط بالقلب ويعترف به بالفم؟ أنه يدهن صورة ويدعوها المسيح، وكلمة المسيح تعنى الله والإنسان فتكون الصورة بالتالي صورة الله والإنسان. أما هو فيخيل له عقله الأحمق أنه في تصويره الجسد المخلوق قد مَثَل اللاهوت الذي لا يمكن أن يُمثَل وخلط ما لا يجوز خلطه، وهكذا يرتكب خطيئة تجديف مزدوجة بصنعه صورة للاهوت أولًا ثم خلطه اللاهوت والناسوت معًا... وإذا عنفهم أحد لتمثيلهم الطبيعة الإلهية في المسيح لا يجوز أن تمثل يعتذرون بقولهم أنهم يمثلون جسد المسيح الذي رأوه ولمسوه لا غير وما هذا إلًا ضلال نسطوري.
والعادة الخبيثة في إطلاق أسماء على الصور لم تؤخذ عن المسيح ولا عن الرسل ولا عن الآباء القديسين ولم يترك لنا هؤلاء أي نوع من الصلوات لتكريس صورة... وإذ قال البعض... ليس هناك ما يدعونا إلى منع صور والدة الإله المجيدة الكلية الطهارة وصور الأنبياء والرسل والشهداء فهم أناس عاديون مثلنا... فجوابنا على هذا قبل كل شيء أنه إذا ذهب أولئك فلا حاجة إلى صورهم... أن القديسين يحيون إلى لا بُد مع الله ولو ماتوا فكل من يظن أن يعيدهم إلى الحياة بفن مائت من محدثات الوثنيين يقع في خطيئة التجديف، لأنه من يجسر أن يصوّر بفن وثنى والدة الإله التي أعلى سموًا من السموات ومن كل القديسين؟
ليكن مُبسلًا (محرومًا) كل من يجسر على تمثيل الهيئة الإلهية للكلمة بعد التجسد بألوان مادية... ليكن مُبسلًا كل من يجسر على أن يمثل برسوم بشرية وألوان مادية شخص الكلمة المتجسد الذي لا يمكن أن يصوَّر بشكل ويرفض الاعتراف بأن الكلمة لا يمكن ولا يجدر أن يُمَثل بالرسم حتى بعد التجسد... ليكن مبسلًا كل من يسعى لتمثيل أشكال القديسين بصور لا حياة فيها وبألوان مادية لا قيمة لها (وهي نزعة أدخلها إبليس).. ليكن مُبسلًا كل من لا يقبل مجمعنا هذا المسكوني السابع المقدس" (69)
_____
(69) مجموعة الشرع الكنسي ص790-795 .
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/council-nicaea-ii-against-icons.html
تقصير الرابط:
tak.la/z4crsja