كثر في هذه الأيام الذيـن يهاجمون إله العهد القديم، وكأنهم يؤمنون بإلهين، أحدهما الإله القاسي الجبار الذي لا يعرف الرحمة فيأمر بحرق المدن وذبح الأطفال وقطع الأشجار وطمر الآبار، وهو إله العهد القديم. أما الإله الآخر فهو إله الخير والصلاح والرحمة وطول الأناة، وهذا هو إله العهد الجديد، وعاد هؤلاء النقاد يبعثون فكرة الثنائية من الموت ثانية، وفكر الثنائية أو الإيمان بإلهين هي فكرة فارسية قديمة، اعتقد بها ماركيون، وماني، وفلنتينس وغيرهم، فقال ماركيون أن إله العهد القديم ليس هو إلهًا شريرًا، إنما هو إله قاسي سريع الغضب والانتقام، وهو إله اليهود الذي حرك شعبه لقتل المسيح، ولذلك رفض ماركيون إله العهد القديم، ورفض أسفار العهد القديم أيضًا. أما ماني فقد نادى بأن هناك إلهان أحدها إله النور والخير، والثاني إله الظلمة والشر، والأخير هو إله العهد القديم، ولذلك رفض ماني أيضًا إله العهد القديم وكتابه.
والذين ساروا وراء هذا الفكر الثنائي في الحقيقة قد آمنوا بتعدد الآلهة، وهذا فكر وثني بعيد تمامًا عن روح الكتاب المقدَّس، وللأسف فإن بعض هؤلاء المهاجمين من ذوي الرتب الكهنوتية غير الأرثوذكسية، مما يضعهم في موقع العثرة للبسطاء من شعبهم، لذلك نلتمس من روح الله أن يكشف لنا ولهم عن محبة الله وعدله سواء في العهد القديم أو العهد الجديد، ودعنا يا صديقي نستعرض هذا الفكر، لا بغرض تأييده وتذكيته بل بغرض كشف حقيقته أمام البسطاء، حتى لا يهلكون بجريرته، وفي هذا الفصل نتعرض للنقاط الأربعة الآتية:
ثانيًا: معاملات الله مع الأمم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index2d.html
تقصير الرابط:
tak.la/8nbpz63