"وَيَفْرَحُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَهْتِفُونَ، وَتُظَلِّلُهُمْ.
وَيَبْتَهِجُ بِكَ مُحِبُّو اسْمِكَ" (مز 5 : 11).
إلهي الصالح.. في حضرتك أنحني ساجدًا أشكرك، وتشكرك عني ملائكتك وقديسوك..
عظيمة هيَ إحساناتك، فهيَ جديدة كل يوم..
بدأ هذا العمل منذ سنوات طويلة بذرة صغيرة وُضعت في أرض مملوءة بالأشواك والزواحف، التي هيَ أفكار النقد والتشكيك المُرّة الخانقة والسامة.. أمَّا أنت يا إلهي فقد جمعتَ هذه الأشواك وأحرقتها بنيران العدل الإلهي، وعندما سلطت نورك الإلهي على هذه الأرض هربت هذه الثعابين وتلك الحيَّات، وظهرت الحقائق الكتابية صادقة جلية بلا زيفٍ ولا خداعٍ..
إليك يا صديقي أُقدم كتابك هذا، فهو ثمرة صلواتك، وهو يمثل الجزء الأول من سفر المزامير، فيشمل النقد الكتابي في الكتاب الأول (من مز 1 – 41) من كُتب المزامير الخمسة، وفي هذا الكتاب تلتقي باتجاهين من الأسئلة، الأول.. أسئلة النقد والتشكيك المطروحة على الساحة فعلًا، والثاني.. بقصد استجلاء بعض الغوامض قبل أن تصلها يد النقد والتخريب.
وحقيقة، كان كل أملي أن أقطع أكبر مسافة مُمكنـة في أسفار العهد القديم، ولم أحلم قط أن يكون لي نصيبًا لأخذ بركة العهد الجديد، ولكن نعمة الله تفاضلت عليَّ جدًا جدًا، إذ بعد أن تم تقرير مادة "النقد الكتابي" على جميع الإكليريكيات، وبالطبع معاهد الكتاب المقدَّس، وإذ بمنهج المادة الصادر من الإكليريكية الأم بالقاهرة يوصي بأن تشمل المادة العهدين القديم والجديد، فكانت هذه إشارة وتكليف لبدء الخطوة الأولى تجاه النقد الكتابي في العهد الجديد، وهيَ خطوة تحتاج لسنين من الجهد الشاق لصد ذاك السيل الجارف من أسئلة النقد التي تُشكّك في كل جزئية، ولكنني في ملء الثقة أن يد الله التي عملت ستظل تعمل وتعمل، وتكشف هذا الزيف وذاك الخداع الشيطاني.
" أَمَّا أَنْتَ يا رب فَلاَ تَمْنَعْ رَأْفَتَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ دَائِمًا".
(مز 40 : 11)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index13-preface.html
تقصير الرابط:
tak.la/85kyy87
