 |
ج: 1- قال سفر يشوع " ويكون حينما تستقر بطون أقدام الكهنة حاملي تابوت الرب سيد الأرض كلها في مياه الأردن أن مياه الأردن المياه المنحدرة من فوق تنفلق وتقف ندًا واحدًا" (يش 3: 13) فنهر الأردن ينبع من المناطق المرتفعة في الشمال وتجري المياه نحو المناطق المنخفضة في الجنوب حيث تصب في البحر الميت، ومعنى كلمة " الأردن " أي " ألانحدار " أو " المنحدر " ودُعي هكذا لانحداره الشديد من الشمال للجنوب.
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "يبدأ نهر الأردن بالتقاء أربعة نهيرات هي براغيت والحصباني واللدان والبانياس... ويستمد براغيت مياهه من التلال الواقعة إلى الغرب والتي تفصل الوادي عن نهر الليطاني، وهو أقل النهيرات الأربعة أهمية. وأما الحصباني فهو أطولها (40 ميلًا) ويخرج من نبع عظيم عند السفوح الغربية لجبل حرمون بالقرب من حاصبيا التي ترتفع نحو 1700 قدم فوق سطح البحر، وينحدر نحو 1500 قدم في مجراه نحو السهل. أما اللدان فهو أكبر النهيرات الأربعة ويبدأ من عدة ينابيع عند أسفل تل القاضي (دان أو لايش) على ارتفاع 505 قدم فوق سطح البحر. أما البانياس فيخرج من نبع مشهور بالقرب من مدينة بانياس (التي هي قيصرية فيلبس).. (وفي ذلك المكان شيَّد هيرودس هيكلًا من الرخام الأبيض تكريما لأوغسطس قيصر).. ويبلغ ارتفاعه 1100 قدم فوق سطح البحر وينحدر المجرى نحو 600 قدم في مسافة خمسة أميال إلى رأس الأردن"(1).
ويبدأ نهر الأردن بانحدار مياهه في "بحيرة الحولة" بطول نحو عشرين ميلًا وعرض نحو خمسة أميال، ويحيط بالبحيرة التلال والجبال التي يصل ارتفاعها إلى 3000 قدم، ثم يستكمل مجراه إلى "بحر الجليل" بطول 12 ميلًا وعرض يتراوح من 3 إلى 6 أميال. ثم يستكمل النهر انحداره على امتداد ستين ميلًا حتى يصب في البحر الميت بالقرب من أريحا، التي تعتبر أكثر منطقة منخفضة على كوكب الأرض، فيصل انخفاضها إلى 1300 قدم تحت سطح البحر، وقد عبر بنو إسرائيل نهر الأردن من الجهة الشرقية للجهة الغربية مقابل أريحا فعلى يمينهم يمتد الأردن لأعلى عشرات الأميال حتى يصل إلى منابعه، وعلى يسارهم بعد عدة أميال بسيطة يمتد الأردن منحدرًا نحو البحر الميت، واتساع النهر في هذه المنطقة في الأيام العادية نحو 45-50 مترًا، ولكن حيث أن العبور تم في فصل الفيضان وغزارة الأمطار المنهمرة على جبل حرمون (جبل الشيخ) فإن اتساع النهر كان نحو مائة متر والمياه تتدفق بسرعة كبيرة، حتى امتلأت شطوط الأردن وفاضت، مما جعل عبور كل هذا الشعب أمرًا شبه مستحيل.
2- عندما تقدم الكهنة حاملي تابوت الرب سيد الأرض كلها أن المياه انفلقت، فالمياه المتدفقة من جبل حرمون والمنحدرة في مجرى الأردن قد توقفت تمامًا، وصارت مثل سورٍ ندًا واحدًا فيما وراء مدينتي آدم وصرتان على بُعد نحو ستة عشر ميلًا شمال أريحا، وما أبدعه منظر أن تقف المياه كجدار قائم لا يتعدى الحد الذي رسمه الله حينذاك. أما المياه التي كانت تجري في النهر فقد أسرعت نحو المصب في البحر الميت وابتُلِعَت هناك، وظهر قاع النهر، وأصبح مهيئًا لعبور شعب الله ليمتلك أرض الموعد. وكان هذا العبور علامة على حضور الله وسط شعبه وأنه مزمع أن يُسلّمهم أرض كنعان، حتى أن يشوع قال لهم "بهذا تعلمون أن الله الحي في وسطكم وطردًا يطرد من أمامكم الكنعانيين والحثيين والحويين والفرزّيين والجرجاشيين والأموريين واليبوسيين" (يش 3: 1).
_____
(1) دائرة المعارف الكتابية جـ1 ص 159.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/919.html
تقصير الرابط:
tak.la/98j2rnk
