س616: هل عجز الله عن التمييز بين بيوت المصريين وبيوت الإسرائيليين حتى يطلب علامة بالدم (خر 12: 3) أم أن قدرته على المعرفة قد قلت؟(1)
ويقول ليوتاكسل " إلى هنا ونفذ صبر يهوه، فأرسل ملائكته لتذبح كل بكر ذكر في أرض مصر، من البشر والبهائم، وكي لا تقع أخطاء... كان على كل يهودية أن تذبح ضأنًا للعشاء، وتجعل بدمه علامة فوق عتبة البيت. ويزعم أن الفصح اليهودي نشأ عن تلك الليلة الدموية الرهيبة ويجب علينا أن نفترض أن الجلادين الملائكة الذين نفذوا أمر سيدهم... كانوا يحملون سيوفًا ومشاعل ليتبينوا العلامة. ولسنا نحن من يصف الملائكة بهذا الوصف بل التوراة هي التي تفعل"(2).
ج: 1- الذي نفذ الأمر الإلهي ملاك واحد وليس عدد من الملائكة، وأيضًا لم تذكر التوراة قط أن الملائكة كانوا يحملون سيوفًا ومشاعل ليتبينوا العلامة لأن الضحايا وُجدوا موتى وليس مذبوحين بالسيف، إذًا ما ذكره ليوتاكسل هو من وحي خياله.
2- الذي عبر على البيوت في مصر لم يكن هو الله، بل كان الملاك المُهلِك المُكلّف من قبل الله، وهذا الملاك قد حمل قوة عجيبة، حتى أنه قتل كل أبكار المصريين من بشر وبهائم في وقت وجيز، وهذا الملاك بالطبع لم يكن فاقد المعرفة والتمييز، بل كما كان مُميَّزًا في قوته هكذا كان مُميَّزًا في معرفته، ولم يكن محتاجًا للدم ليعرف بواسطته بيوت بني إسرائيل من غيرهم.
3- كان خروف الفصح رمزًا لذبيحة الصليب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فالبيوت التي رسم عليها الصليب بالدم (القائمتين والعتبة العليا) نجت من الملاك المُهلِك "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حتى أضرب أرض مصر" (خر 12: 13) أما البيوت التي ليس عليها علامة فتعرضت للموت، وهكذا كل نفس في العهد الجديد تستهين بدم الصليب تتعرض للهلاك " فكم عقابًا أشر تظنون أنه يُحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدّس به دنسًا وازدرى بروح النعمة" (عب 10: 29).
4- يقول الإكليريكي ناصر إسحق عدلي - إكليريكية طنطا " أراد الله أن يوضح ويظهر الدم كوعاء للحياة، ولذلك منذ البداية قبل ذبيحة هابيل الدموية كتعبير عن حياة فداء لحياة، وهكذا توالت الذبائح على مدار تاريخ البشرية، ودم خروف الفصح الذي صار علامة على بيوت بني إسرائيل أعلن عن إيمانهم بسر الفداء، وطاعتهم لأقوال الله. كما سرَّ الله بإيمانهم وطاعتهم"(3).
_____
(1) البهريز جـ 1 س326.
(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 173، 174.
(3) من أبحاث النقد الكتابي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/616.html
تقصير الرابط:
tak.la/5y8a226