س544: أ - هل استخدم يوسف المكر والخداع مع إخوته عندما أمر أن يملأ أوعيتهم قمحًا وترد فضة كل واحد إلى عدله (تك 42: 25) ثم كيف يقول أن الله أعطاهم كنزًا في عدالهم (تك 43: 23) ثم استخدم الخداع أيضًا عندما أمر بوضع فضة كل واحد في عدله، وطاس الفضة في عدل بنيامين (تك 44: 1)؟
يقول ليوتاكسل عن إخوة يوسف " لما أرادوا إعادة نقود القمح الأول، رفض يوسف أن يأخذها مؤكدًا أن حسابات صندوقه كاملة لا نقص فيها وقال: يبدو أن يهوه هو من وضع لكم النقود في الأكياس... فيوسف لم يكن بعيدًا عن المكر والخداع، على الرغم من طيبته وحسن طويته. إذ بينما كان إخوته يأكلون ويشربون ويمرحون أمر خادمه أن يضع كأسه الفضية الرائعة بين أشياء بنيامين"(1).
ج: لقد فعل يوسف ما فعل ليقود إخوته إلى التوبة عما فعلوه به، ويقول قداسة البابا شنودة الثالث عن معاملة يوسف مع إخوته " إنه كان يتصرف بجفاء من الخارج، بينما كان قلبه داخله مملوء حبًا... وكان يتأثر أحيانًا من مذلتهم، ويبكي. كان يقسو على إخوته ظاهريًا، بينما لم تكن القسوة من طبعه. وهذه القسوة الظاهرية هي التي قادتهم إلى إدراك خطاياهم السابقة والندم عليها.
حتى أنه عندما قال لهم " جواسيس أنتم. جئتم لتكتشفوا الأرض... احضروا أخاكم الصغير إليَّ فيتحقق كلامكم" (تك 42: 9-20).. حينئذ قالوا بعضهم لبعض:
"حقًا إننا مذنبون إلى أخينا، الذي رأينا ضيقة نفسه، لما استرحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة"، "وأجابهم رأوبين قائلًا: ألم أكلمكم قائلًا: لا تأثموا بالولد، وأنتم لم تسمعوا. فهوذا دمه يُطلب" (تك 42: 21 - 23).
"فتحول يوسف عنهم وبكى" (تك 42: 23) هكذا كان قلبه الرقيق الحساس، على الرغم من كلامه معهم بجفاء... كان بكاؤه حبًا وتأثرًا... إنه لم يبكِ حينما أُلقي في البئر، وحينما بيع عبدًا. ولم يبكِ حينما أُتهم ظلمًا، وأُلقي في السجن بدون تحقيق، وطالت مدته في السجن... لكنه بكى حينما رأى إخوته مذلولين قدامه..! حقًا إنه هو الذي أذلهم. ولكنه في الداخل كان عطوفًا عليهم ويقودهم إلى التوبة.
إخوته لم يتمكن أبوهم في تربيتهم كما ينبغي، فتولى يوسف تربيتهم، ونجح في ذلك. كان يسويهم على نار هادئة، وهادفة... ولمعرفته بطباعهم وخبرته بهم، كان يرى أنه لو سلك معهم باللين على طول الخط، لن يصل إلى نتيجة معهم. وقد لا يرى أخاه بنيامين، ولا يرى أباه أيضًا... ولكنه في حكمة استطاع أن يذكّرهم بصورة ما فعلوه من قبل... أولئك الذين بكل استهانة ألقوه في البئر، وجلسوا يأكلون ويتكلمون..! (تك 37: 24، 25)..
وإذ كانوا يفرغون عدالهم، إذا صرة كل واحد في عدله (تك 42: 35).. هذا ما كان فعله يوسف... فخافوا. ما كانوا يعرفون الحب، لذلك قادهم يوسف بواسطة الخوف...
حيلة أخرى دبرها يوسف، قبل أن يصرفهم، كان قد وضع كأسه في أمتعة بنيامين. وبعد انصرافهم أرسل وراءهم من يفتشهم. فتعجبوا من اتهامهم بسرقة شيء بعد أن أعادوا الفضة من قبل... وقالوا: من يوجد معه شيء يموت، ونحن نصير عبيدًا لسيدي. ولما وُجد كأس يوسف في أمتعة بنيامين، مزقوا ثيابهم... فقال له يهوذا: ماذا نقول لسيدي ؟ وبماذا نتبرر؟! الله قد وجد إثم عبيدك.."(2).
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 155.
(2) تأملات في حياة القديسين يوسف ويعقوب ص 95 - 97.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/544.html
تقصير الرابط:
tak.la/324vavt