كما يقول الدكتور أحمد حجازي السقا " كان عمر دينة ابنة ليئة وقت اغتصاب شكيم لها سبعة أعوام لأنها وُلدت بعد الأولاد الستة (تك 30: 21) وكان عمر شمعون اثني عشر عامًا، لأنه وُلد قبل دينة بخمسة أعوام، وعمر لاوي أحد عشر عامًا لأنه وُلِد بعد شمعون بعام. ولا يُعقل اشتهاء شكيم لدينة وهي في السابعة، ولا قتل الصبيين شمعون ولاوي لأهل شكيم جميعًا وتدمير المدينة"(1).
أما ليوتاكسل فقد نزل بعمر دينة وقت وقوع الحدث إلى أربعة أعوام، وعمر شمعون إحدى عشر عامًا، وعمر لاوي عشرة أعوام (التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 136 - 138).
ويقول محمد قاسم محمد " وقصة قتل كل أهل المدينة " شكيم " فيها مبالغة واضحة، فالعقل لا يتقبل أن يستطيع صبيان أن يقتلا كل أهل المدينة. ومما ينفي هذه القصة ما ورد بعد ذلك في قصة يوسف من أن أبناء يعقوب كانوا يرعون الغنم في " شكيم " فكيف هربوا منها خوفًا من الانتقام، وفي نفس الوقت كانوا يرعون الغنم فيها؟ وإذا كان خوف الله قد وقع على المدن المجاورة فلماذا خاف يعقوب وهرب منها؟"(2).
ج: 1- لقد خدع أبناء يعقوب أهل شكيم، فدعوهم للاختتان لكيما يصاهروهم " فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور بمكر وتكلموا... إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر. نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعبًا واحدًا.." (تك 34: 13 - 17) وقد وافقهم أهل شكيم الرأي طمعًا في مواشيهم، فاختتن جميع الذكور، ودخل شمعون ولاوي المدينة الآمنة، ولم يكن ظهورهما غريبًا في المدينة، ودخلا بيوت المدينة بيتًا بيتًا وقتلا كل ذكر في المدينة، ولم يكن سكان المدينة بالعدد الضخم الذي نعهده اليوم، ثم أتى بنو يعقوب ونهبوا المدينة وسبوا كل الأطفال والنساء وكل ما في البيوت (تك 34: 27 - 29).
2- ترك يعقوب المكان واتجه إلى لوز بناء على توجيه إلهي وليس هربًا من المكان " ثم قال الله ليعقوب قم أصعد إلى بيت إيل وأقم هناك واصنع هناك مذبحًا لله" (تك 35: 1) وكان يعقوب يخشى هجوم القبائل الأخرى عليه، بسبب ما صنعه ابناه في المدينة، ولكن الكتاب يقول " ثم رحلوا وكان خوف الله على المدن التي حولهم. فلم يسعوا وراء بني يعقوب" (تك 35: 5).
3- عندما عاد بنو يعقوب ليرعوا أغنامهم في شكيم لم يخشوا شيئًا لأنهم كانوا قد قتلوا كل رجال مدينة شكيم وسبوا النساء والأطفال... فممن يخشون؟!
4- سجل سفر التكوين ولادة دينة قبل ولادة يوسف بعدة سنوات فقال عن ليئة " ثم ولدت ابنة ودعت اسمها دينة. وذكر الله راحيل... فحبلت وولدت ابنًا... ودعت اسمه يوسف" (تك 30: 21 - 24) وظل يعقوب يخدم لابان بعد ولادة يوسف ست سنوات، ثم قطع يعقوب رحلته من حاران وأقام في سكوت " وبنى لنفسه بيتًا وصنع لمواشيه مظلات" (تك 33: 17) ثم أتى إلى شكيم " وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته" (تك 33: 19)، فعمر دينة وقت وقوع الحادث لم يكن بحال من الأحوال أربع سنوات، إنما كان نحو خمسة عشر عامًا، وكان عمر كل من شمعون ولاوي يتعدى العشرين عامًا.
5- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا " عندما يكون الرجال مرضى لا يقدرون على الحرب، بل تكون حركتهم ثقيلة، وفي تلك الجريمة البشعة قُتل الرجال وسُبيت النساء والأطفال وأُخذت الغنائم، فلم تبقَ لشكيم بقية، لكن يعقوب خاف من بقية شعوب الأرض، وفي نفس الوقت هذه الشعوب خافت منه، وربما اعتبرت أرض شكيم ملكًا ليعقوب، ولهذا كان من الممكن أن يرعى أبنائه في شكيم فيما بعد "(3).
6- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر " السؤال يذكر أن يعقوب خاف وهرب إلى لوز، وهذا غير صحيح، فلا يوجد أي دليل على أنه ذهب إلى لوز هاربًا، ولا كان هذا بسبب خوفه. لكن الله هو الذي قال ليعقوب " اصعد إلى بيت إيل" (تك 35: 1) وكان ليعقوب قطعة أرض في شكيم قد اشتراها من حمور أبي شكيم، وكان بها مذبحًا (تك 33: 19، 20) وقد ترك يعقوب أولاده يرعون في شكيم، ولكنهم عندما تأخروا في العودة أرسل يعقوب إليهم أخيهم يوسف ليفتقد سلامهم (تك 37: 12 - 14) وفي أرض يعقوب بشكيم دفن بنو إسرائيل عظام يوسف (يش 24: 32) "(4).
7- يقول أبونا تيموثاوس السرياني " لم يذكر الكتاب أن يعقوب خاف وهرب إلى لوز، وعندما قال يعقوب لأولاده " كدرتماني بتكريهكما إياي عند سكان الأرض " كان يخشى نظرة المجتمع القبلي لئلا ينظر لهذه الحادثة على أنها حادثة خيانة، وعندئذ جاوبه بنوه بأن شكيم هو الذي بدأ بالخيانة، ووقع خوف الله على كل أهل المنطقة من جانب، ومن الجانب الآخر امتلأ أولاد يعقوب شجاعة ومارسوا حياتهم كما كانت، وعادوا ورعوا أغنامهم في شكيم بكل جراءة وشجاعة "(5).
8- يقول الأستاذ الدكتور يوسف رياض " كان عدد سكان المدن عندئذ قليلًا، فلم يكن عدد الذكور كبيرًا، وإذ كانوا مختونين ومتوجعين لم يستطيعوا أن يقاتلوا شمعون ولاوي"(6).
_____
(1) نقد التوراة ص 132، 133.
(2) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 83.
(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(5) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(6) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(7) البهريز جـ 1 س308.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/522.html
تقصير الرابط:
tak.la/fwf5kg8