س520: أ - هل قصة شكيم ودينة (تك 34) قصة حب أم قصة اغتصاب؟
قال " جوناثان كيرتش".. " إن كاتب سفر التكوين سكت عن إيراد رأي دينه وعما إذا كانت تود الزواج به أو أن تراه مذبوحًا، وإن البعض يرى في هذه القصة أنها قصة حب مقموع بين الأمير الشاب المصاب بالحب وابنة يعقوب المغامرة، أكثر من أنها قصة اغتصاب، والدليل على ذلك بقاء دينة في بيت شكيم، وإلحاح شكيم على أهلها للزواج بها، فربما ما حدث كان في الغالب علاقة غرامية رومانسية محرَّمة أكثر من كونه اغتصاب أو إغواء"(1).
ج: 1- لم تكن العلاقة بين شكيم ودينة علاقة حب غرامية رومانسية بين الأمير المحب ودينة المغامرة... لماذا..؟ لأن علاقة الحب تأتي نتاج لقاءات وأحاديث وانسجام بين الطرفين، بينما دينة لم تلتقي بشكيم من قبل، ويوم أن خرجت من بيت أبيها لم يكن بهدف لقاء شكيم إنما "خرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض. فرآها شكيم ابن حمور الحوري رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها" (تك 14: 1، 2) ومن النص السابق يتضح الآتي:
أ - لم تخرج دينة من بيت أبيها لتبحث عن الحب، إنما خرجت لتنظر البنات الأخريات.
ب- إنه كان اللقاء الأول بين شكيم ودينة.
جـ- ما حدث بينهما لم يكن وليد قصة حب أو علاقة غرامية، إنما هو مجرد رغبة وشهوة من قبل شكيم، لا تقابله رغبة من دينة، بدليل قول الكتاب عن شكيم أنه "أخذها واضطجع معها" ولم يقل الكتاب أنها ذهبت معه بإرادتها.
د - لم تسعد دينة بهذه العلاقة التي كسرت نفسها وأحزنتها جدًا، وهذا ما عبَّر عنه الكتاب بأن شكيم "أذلها".
هـ- بقاء دينة في بيت شكيم قد يرجع إلى اضطراب دينة وخوفها من عودتها إلى بيت أبيها لئلا تُقتل بيد أخوتها، وقد يرجع السبب إلى احتجاز شكيم لها في بيته.
و - تعودنا دائمًا وأبدًا الصراحة التامة من الكتاب المقدَّس، فالروح القدس الذي ألهم الأنبياء لكتابة الأسفار المقدَّسة روح صادق وأمين، فهو روح الحق الذي لا يمكن أن يكذب أو يواري الأمور، والدليل على ذلك أنه عندما قامت قصة حب بين شمشون قاضي إسرائيل وبطلها وبين دليلة ذكرها بصراحة تامة، ولم يبرئ ساحة شمشون (قض 16: 4-22) وعندما زنا رأوبين مع سرية أبيه ذكر سفر التكوين هذه الواقعة المخزية ولم يخفها (تك 35: 22).
2- يقول قداسة البابا شنودة الثالث " خرجت ابنة يعقوب دينة، لتنظر بنات الأرض، فنظرها شكيم وأحبها (تك 34: 1، 2) إنه واحد من أولاد الأرض. رآها وأحبها. وأخطأ إليها ونجسها وأذلها. وكانت مشكلة اصطدم بها يعقوب"(2).
ب - هل قصة دينة وشكيم هو نتاج دمج روايتين من مصدرين مختلفين؟
يرى " جوناثان كيرتش " أنه كان هناك قصتان أحدهما تحكي قصة حب طاهر بين شكيم ودينة قادت إلى زواج سعيد، وأخرى تحكي قصة صراع مسلح بين عشيرة يعقوب والسكان الأصليين الكنعانيين، ويقول جوناثان " فإن الكاتب التوراتي خلط القصتين وقلب اللقاء بين دينة وشكيم في علاقة غرامية رومانتيكية هي اغتصاب قسري بغية تبرير قتل الشكيميين"(3).
ج: التخمين بوجود أكثر من مصدر للتوراة، وأن كل مصدر كُتب في زمن معين، ومكان معين، بواسطة كاتب مجهول الهوية، والاختلاف على عدد المصادر بين النُقَّاد أنفسهم، فمنهم من قال بمصدرين ومنهم من زاد المصادر إلى عدد ثلاثين مصدرًا أو أكثر، وأن عزرا الكاتب قد جمع هذه المصادر بعد العودة من السبي، كان محل دراسة تفصيلية من قبل(4).
_____
(1) راجع حكايا محرَّمة في التوراة ص 93 - 100.
(2) تأملات في حياة القديسين يعقوب ويوسف ص 59.
(3) ترجمة نذير جزماتي - حكايا محرَّمة ص 97.
(4) راجع مدارس النقد والتشكيك جـ 1 ص 79 - 226، وإجابة س319 في هذا الجزء من البحث.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/520.html
تقصير الرابط:
tak.la/j7pr9as