يقول الخوري بولس الفغالي " رتب الكاتب الجماعات البشرية في ثلاث مجموعات، بالنظر إلى علاقاتهم التاريخية والجغرافية التي عرفها شعوب الشرق القديم بين القرن الثامن والقرن السادس ق.م. وبما أنه لم يعرف العرق الأسود والعرق الأصفر فهو لم يذكرهما. ثم أنه ربط بين شعب وآخر بعلاقة تشبه الابن بأبيه، فجعل كوشًا ابن حام، وحويلة ابن كوش، مع أننا نعرف أننا أمام شعوب وبلدان يتصل بعضها ببعض، لا أمام أبناء ينحدَّرون من أب واحد"(1).
ويقول " ليوتاكسل".. " يتفق اللاهوتيون على أن نوحًا أعطى آسيا لسام، وأوربا ليافث، وأفريقيا لحام، فولد كنعان وحام الزنوج والملونين. لذلك ينبغي أن تكون ذريتهما عبيدًا للأوربيين. لكن السؤال هو: كيف أصبح أبناء نوح الثلاثة، مؤسسين لثلاثة أعراق مختلفة، وهم المولودون من أب واحد وأم واحدة؟ ومع ذلك، علينا أن ننحني أمام إرادة يهوه و" كتابه المقدَّس " ونعترف بأن العرق الآسيوي الأصفر، خرج من صلب سام، والأوربي الأبيض من صلب يافث، والأفريقي الأسود من صلب حام وكنعان. بيد أن سؤالًا يتبادر إلى الذهن: من أين جاء الأمريكيون الحمر البشرة؟ أغلب الظن أن الروح القدس سها أن يُخبر مؤلف كتاب التكوين عن ذلك، أو علينا أن نقر بأن هؤلاء لا أب لهم"(2).
ج: 1- كالعادة قلَّما يتفق النُقَّاد على رأي واحد، بل في الغالب لكل منهم رأيه الذي يتمسك به، فبينما ينكر الفغالي خروج العرق الأصفر من أبناء نوح، فإن ليوتاكسل يقول أن هذا العرق الأصفر قد خرج من نسل سام.
2- من المعروف أن لون البشرة يتشكل بحسب البيئة التي يعيش فيها، فالذي يعيش في بيئة ذات درجة حرارة مرتفعة بجوار خط الاستواء يكتسب اللون الأسود أو الأسمر، ليتقي حرارة الشمس، وهذا نوع من تكيُّف الجسم مع البيئة التي يعيش فيها، حيث تزداد صبغة الميلانين في الجلد كلما اشتدت الحرارة فيسمر لونه، حتى لو أن إنسانًا أوربيًا عاش في البيئة الحارة لتغيَّر لون بشرته.
_____
(1) المجموعة الكتابية - سفر التكوين ص 178.
(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 75.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/436.html
تقصير الرابط:
tak.la/8vn8hx6