يقول علاء أبو بكر " تقول التوراة العبرانية في جبل أراراط (الذي يقع بأرمينيا) وتقول التوراة السامرية أنها استقرت في جبل سرنديب (الذي يقع في سريلانكا) ألا يدلك هذا عزيزي النصراني على الحرية التي كان يتمتع بها كتبة هذه الكتب من التبديل والإضافة والحذف؟(1). ويرى الدكتور أحمد حجازي السقا أن سفينة نوح رست على جبل " الجودي " في بلاد العرب(2).
ج: 1- إن كانت آراء الشعوب قد تباينت في الجبل الذي رست عليه سفينة نوح، ولكن ما نعول عليه هو ما تقول به التوراة، والتوراة واحدة وحيدة وهي التوراة العبرانية أما السامرية فهي مجرد ترجمة جرى عليها بعض التغيير عن قصد أو بدون قصد كما رأينا من قبل.
2- مما يذكر هنا أن القرآن لم يذكر هذا ولا ذاك، إنما ذكر جبل يدعى الجودي " واستوت على الجودي" (سورة هود 44)، ويقول نعمة الله الجزائري " عن أبي الحسن... إن الله أوحى إلى الجبال إني واضع سفينة على جبل منكن في الطوفان فتطاولت وشمخت، وتواضع جبل بالموصل يقال له الجودي، فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودي، فوقعت عليه، فقال نوح: بارات قني، بارات قني، يعني اللهم أصلح اللهم أصلح، وفي حديث آخر أنه ضرب جؤجؤ السفينة الجبل، فخاف عليها وقال: يا ماريا أتقن، يعني رب أصلح، وفي حديث آخر أنه قال: يا رهمان أتقن وتأويلها يا رب أحسن... وفي عيون أخبار الرضا قال {إن نوحًا... لما ركب السفينة أوحي الله إليه: يا نوح إن خفت الغرق فهللني (يعني تقول هللويا) ألفًا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق ومن آمن معك"(3)(4).
3- يقول موريس بوكاي أن " الجودي " يمثل قمة جبل أرارات " إن رواية الطوفان الفعلي التي تحتوي عليها سورة هود... وسورة المؤمنين... ورواية التوراة، فلا تقدمان اختلافات ذات دلالة خاصة. وتقول التوراة بأن المكان الذي جنحت إليه السفينة نحو جبل أرارات (تك 8: 4) أما القرآن فيقول أنه " الجودي" (هود 11: 44) وهذا الجبل هو قمة جبال أرارات بأرمينيا"(5).
4- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا " وإذا كانت التوراة السامرية تقول شيئًا آخر، فنحن لا نعتمد عليها لأن النص فيها يمثل ترجمة للتوراة العبرية، فهو أحيانًا يختلف عن العبرية أو عن السبعينية، وأحيانًا يختلف عن الاثنتين، وأغلبها أخطاء في النسخ، ولكن بعض الاختلافات بين السامرية والعبرية ترجع إلى تغييرات مقصودة لتأييد بعض عقائدهم مثل تغيير عيبال إلى جرزيم (تث 27: 4)"(6).
5- يقول الدكتور ملاك شوقي إسكاروس " إن التوراة العبرانية كانت دائمًا هي المعتبرة لدى اليهود، لأنها تمثل الأصل، وليس ترجمة من الأصل، وكانوا ينسخونها بكل اعتناء، حتى إن تغيير حرف واحد منها عن قصد يعتبر ذنبًا عظيمًا، ومن الملاحظ أن الأمور التي تختلف فيها الترجمة السامرية عن العبرية، تتفق فيها الترجمة السبعينية مع العبرية، والأمور التي تختلف فيها الترجمة السبعينية عن العبرية، تتفق فيها الترجمة السامرية مع العبرية، وهذا دليل على أن هناك اختلافات طفيفة في الترجمات، أما الأصل العبري فهو الصحيح دائمًا. إذًا الفلك استقر على جبل أرارات"(7).
_____
(1) البهريز جـ 1 س 49.
(2) راجع نقد التوراة ص 128.
(3) النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين ص 38، 39.
(4) أورده د. سيد القمني - الأسطورة والتراث ص 217.
(5) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 248.
(6) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(7) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/426.html
تقصير الرابط:
tak.la/3wsccmj