ج: اختلف التطوُّريون في تصوير كيفة تطوُّر الإنسان، فقد رأى داروين أن التطوُّر حدث بتراكم تغيُّرات طفيفة متعاقبة، فالتطوُّر سار بخطوات قصيرة وبطيئة، بينما رأى آخرون أن الإنسان تطوَّر عن طريق الطفرة، أي بتغيُّر ضخم غير مستمر(1)(2) كما قال " أوتو".. " فليس هناك شيء ضد هذا الافتراض، بل هناك الكثير في صالحه، وكانت القفزة أو الطفرة الأخيرة واسعة جدًا حتى أنها جلبت معها حرية وغنى للحياة السيكولوجية لا يضارعها أي شيء حدث من قبل"(3)(4).
ويقول الدكتور " هنري فيرفيلد أوسبورن " رئيس متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي بنيويورك " أن البحث الذي استمر قرنًا وراء العلل التي يتسبب عنها التطوُّر، قد باء بالفشل"(5) كما قال الدكتور " هنري فيرفيلد " أيضًا في مقدمة كتابه " أصل الحياة وتطوُّرها".. " على النقيض من وحدة الرأي فيما يتعلق بناموس التطوُّر، تتسع شقة الخلاف من جهة مسببات التطوُّر، لأنها في الواقع غامضة بقدر تأكدنا من ناموس التطوُّر ذاته، فمن وقت ظهور كتاب " أصل الأنواع " لداروين سنة 1859م إلى وقتنا هذا قد تلاحقت موجات بمسببات التطوُّر، موجة بمسبب وموجة بمسبب آخر، حتى وصلنا في نهاية الأمر إلى حالة من الإلحاد العام بكل مسببات التطوُّر لعدم وجاهتها علميًا"(6).
_____
(1) الداروينية والحياة البشرية - ج. أ. طوسون ص 123.
(2) راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 434.
(3) المذهب الطبيعي - والدين ص 133.
(4) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 433.
(5) برسوم ميخائيل - حقائق كتابية جـ 1 ص 146.
(6) المرجع السابق ص 146.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/256.html
تقصير الرابط:
tak.la/78cqggp