ج: لو نظرنا للعصور الجيولوجية التي مرَّت على الأرض فنحن الآن نعيش في العصر الحديث الدافئ، وقال " كارل دانبر " Carl Danbar " إن العصر الحديث الدافئ Recent بدأ منذ 4000 - 7500 سنة مُقدَّرة بواسطة الطريقة الإشعاعية Radioactive Dotes"(1) وجاء في دائرة المعارف الكتابية " لقد أمكن الآن تقدير زمن " العصر الجليدي " بعد أن كان ذلك يُفترض اعتباطًا. فقد إنتهى " ج. ف. رايت" و"وينشل " وآخرون إلى هذه النتيجة وهي أن العصر الجليدي في أمريكا - وبالتالي في أوروبا - لا يرجع إلى أكثر من ثمانية أو عشرة آلاف سنة، ومتى ثبت ذلك، فإن تاريخ الإنسان يصبح داخل حدود معقولة"(2).
ويقول " ج. و. داوسون".. " إن ظهور الإنسان على الأرض حديث" و"إن كوكبنا الأرضي يبدو أنه لم يصبح مناسبًا للإنسان إلاَّ منذ آلاف قليلة من السنين".. وأيضًا " إن الدليل الأول الصريح على وجود الإنسان، وُجِد في عصر " الانثرويك" (الذي يتفق في الكتاب المقدس مع فترة ما قبل الطوفان) كما قال " ليست هناك حقيقة علمية أكثر ثبوتًا في الأزمنة الجيولوجية من حقيقة أن الإنسان حديث العهد، كما قال الدكتور " كنز " في كتابه " شرح مبادئ الجيولوجيا".. " إنه من أصدق وأثبت حقائق العلم الجيولوجية أن أصل الإنسان حديث العهد"(3).
وقبل هذا العصر الحديث الدافئ ساد الكرة الأرضية العصر الجليدي الذي دام نحو مليون سنة (وهو عمر العصر البلاستوسين) فقال العلماء مثل " كارل دانبر " Carl Danbar " أنه قد مرَّ بالأرض عصر جليدي دام مليون سنة وهو عمر العصر البلاستوسين، وإنه كان له أربعة امتدادات غطت معظم وجه البسيطة، تخللها ثلاثة انحسارات"(4)(5) وقال " دانبر " أيضًا " إن أقصى امتداد للعصر الجليدي في زمانه الأخير كان منذ حوالي 32 ألف سنة، وتراجع منذ حوالي 18 ألف سنة حتى وصل انحساره إلى أقصى الشمال منذ حوالي ثمانية آلاف سنة"(6)(7).
كان عمق الثلج في العصر الجليدي يصل إلى بضعة مئات من الأقدام، وتخلله ثلاث انحسارات، وقال العالِم " كاي " إن الانحسار الأول بلغت مدته نحو 200 ألف سنة، والثاني نحو 135 ألف سنة، والثالث نحو 300 ألف سنة، وقال بعض العلماء أنه قبل العصر الجليدي كانت هناك بعض الكائنات الضخمة والتي انقرضت بالانهيار الجليدي، ويقول برسوم ميخائيل " إن الانقلابات تكرَّرت في أزمنة العصر الجليدي، وكان آخرها الانهيار الثلجي، فعصر جليدي يطغى على الأرض أربع مرات (حيث تخلل العصر الجليدي ثلاث انحسارات) وفي طغيانه في كل مرة على مخلوقاتها يجثم على قلبها مئات من آلاف السنين بجباله الثلجية وأجوائه المطيرة وصواعقه الكهربائية ورياحه العاتية المدمرة، والذي لما ذاب نتيجة للانهيار وآخر انحسار صار مياهًا غامرة تغمر كل الكرة الأرضية (كعادة المياه الاحتفاظ بمستواها) مع تجميد القطبين طبعًا، والظلمة الدامسة المدلهمة تكسو ذلك الغمر العميق الرهيب. عصر هذا وصفه - يدوم بدوام آلاف السنين، كقول الجيولوجيين - جاثمًا فوق قلب الأرض كلها. ألم يكن كافيًا لأن يحطم أو يجمد كل كائن حي، بريًا أو بحريًا أو جويًا"(8).
فعندما يقول التطوُّريون أن الحياة مستمرة على الأرض ولم تنقطع منذ 2000 مليون سنة، فإننا نقول لهم إن العصر الجليدي يقف عقبة أمام هذا الفرض.
_____
(1) الجيولوجيا الحديثة طبعة 1960م ص 391.
(2) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 437.
(3) راجع برسوم ميخائيل - حقائق كتابية جـ 1 ص 181.
(4) الجيولوجيا التاريخية ص 391.
(5) أورده برسوم ميخائيل - بطلان نظرية التطوُّر ص 60.
(6) الجغرافية التاريخية ص 394، 395.
(7) المرجع السابق ص 60.
(8) حقائق كتابية جـ 1 ص 176، 177.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/251.html
تقصير الرابط:
tak.la/6nr4fd8