س242: قال بعض التطوُّريون قد تظهر بعض الصفات الأدنى للأجداد في الأحفاد، حتى قال أحدهم " أن ترنح الراقصين على موسيقى الجاز هو حركة متطورة من اهتزازات السمك الهلالي"(1) ورأى " تشالس رافن " أن السلوك الدنيء للإنسان يثبت سلفه الحيواني فقال " ولما اتسع تفكير داروين وأبرز النظرية القائلة بتسلسل الإنسان من القردة، علَّل ذلك بوجود المظاهر الدنيئة في السلوك البشري، التي تصدم أصول اللياقة والحشمة وتسئ إلى الإحساس الأدبي، مما يثبت بقاء خواص السلف الحيواني في الإنسان"(2)(3) فما هو مدى صحة هذه النظرة التطوُّرية؟
ج: هذه النظرة التطوُّرية التي تدعي ظهور بعض الصفات الحيوانية في الإنسان غير صحيحة للأسباب الآتية:
1- إن كانت وراثة صفات السلف قبل التطوُّر حقيقة، ويقولون أن الإنسان تطوَّر من الأسماك والطيور والحيوان، فلماذا لم تظهر في الإنسان غريزة العيش في الماء، أو الطير في الهواء، أو العيش في الغابات وتسلق الأشجار وأكل الحشائش وافتراس الآخرين... إلخ.؟!!
2- خلق الله في الإنسان غرائز يمكن ضبطها، لكيما يحافظ على نوعه، فالجوع يدفعه للطعام، والخوف يدفعه للحذر، والميل الجنسي يدفعه للتكاثر وهلم جرا...
3- السلوك الدنيء للإنسان لا يرجع إلى وراثته من السلف الحيواني، إنما يرجع إلى سقوط الإنسان في الخطية وتقسي القلب والبعد عن الله، فهذه حقيقة حتى لو أنكرها التطوُّريون مثل سير " أولفر لودج " في كتابه " خواطر العلم والإيمان " عندما قال " نعرف من العلم إنه لا يوجد سقوط للإنسان، بل نهوض وارتقاء من سلالة تشبه القردة"(4).
ويقول برسوم ميخائيل عن الذين يعتقدون بهذا الفكر أنهم " يخطئون إلى الإنسان بالرجوع به إلى أب هو مجرد حيوان. بل ويخطئون إلى الحيوان نفسه، إذ ينسبون إليه فسادًا أدبيًا ورَّثه للإنسان وهو براء منه... يخطئون إلى الله بتغاضيهم عن حقيقة خلقته تعالى للإنسان بكيان روحي من ناحية وحيواني من ناحية أخرى، وعن حقيقة سقوط الإنسان من الحالة التي خلقه الله عليها، وفساده من الناحيتين الروحية والحيوانية"(5).
بينما أراد التطوُّريون الاستشهاد بالتعاقب الحفري كسند ودليل على حدوث التطوُّر، اتضح تمامًا أن الحفريات تعتبر إحدى الصعاب القوية التي تقف أمام نظرية التطوُّر، ولذلك دعنا يا صديقي نتناول هذا الموضوع بشيء من التفصيل، فنرد على التطوُّريين في إدعائهم بأن الحفريات تعتبر سند ودليل على التطوُّر، ونوضح أيضًا كيف تقوم الحفريات حجر عثرة أمام نظرية التطوُّر.
_____
(1) برسوم ميخائيل - بطلان نظرية التطوُّر ص 21.
(2) المسيحية والعلم ص 24.
(3) المرجع قبل السابق ص 21.
(4) برسوم ميخائيل - بطلان نظرية التطوُّر ص 54.
(5) المرجع السابق ص 22.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/242.html
تقصير الرابط:
tak.la/3hdytf5