ج: يرفض أصحاب هذا الرأي فكر داروين الذي قال أن التطوُّر يحدث بشكل تدريجي وتراكمي، إنما قالوا أن التطوُّر يتم بقفزات كبيرة ومتفرقة، ففي بداية السبعينيات أدرك "نايلز إلدردج" و"ستيفن غولد" أن سجل الحفريات لا يؤيد الداروينية الجديدة التي تنادي بالطفرة كأساس للتطوُّر، بل أن هذا السجل يثبت أن الكائنات الحيَّة قد ظهرت فجأة بكامل تكوينها، ولذلك قدم هذان العالِمان نموذجًا جديدًا يعتمد على أن التطوُّر لم يحدث نتيجة تراكم اختلافات صغيرة. إنما حدث نتيجة تغيُّرات فجائية كبيرة، وزعم عالِم الحفريات الأوربي "شانيدولف" -الذي أتبع نفس النهج- أن أول طائر خرج من بيضة إحدى الزواحف كقفزة كبيرة وطفرة هائلة نتيجة مصادفة ضخمة في التركيب الجيني. وبلا شك أنه بهذا نقل الحقائق العلمية إلى قصص خيالية مثل قصة تحوُّل الضفادع إلى بشر أُمراء، وفي أحسن الأحوال نقول أنها محاولات فاشلة لسد الفجوة التي يكشفها سجل الحفريات(1).
ويقول هارون يحيى " يكاد يكون من غير المعقول أن تجرى محاولة لتفسير فجوات الحفريات الموجودة في تطوُّر الطيور عن طريق الإدعاء بأن الطائر قد خرج فجأة من بيضة إحدى الزواحف... لا يمكن لأية طفرة أيا كانت أن تُحسّن المعلومات الوراثية أو تضيف إليها معلومات جديدة، ذلك أن الطفرات لا تؤدي سوى إلى إفساد المعلومات الوراثية، ومن ثمَ فإن الطفرات الهائلة التي تخيلها التوازن المتقطع لن ينتج عنها غير إضعاف وإتلاف هائل أي كبير في المعلومات الوراثية... إن سيناريو التطوُّر برمته ما هو إلاَّ قصة خيالية وخدعة تتعارض تمامًا مع العالم الواقعي، وقد أُستخدم هذا السيناريو لخداع العالم منذ مئة وأربعين سنة، وبفضل الاكتشافات العلمية الأخيرة أصبح من المستحيل - أخيرًا - الاستمرار في الدفاع عنه"(2).
_____
(1) راجع هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 36.
(2) خديعة التطوُّر ص 36، 37.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/232.html
تقصير الرابط:
tak.la/c95z6g2