لم يتمكن العلماء رغم كثرة التجارب التي أجروها من التوصل للمادة الحيَّة، وجميع نظريات التوالد الذاتي فشلت في تفسير كيفية تكون الجزئيات الحيَّة، فيقول د. أنور عبد العليم " لم يتوصل أحد من العلماء حتى اليوم إلى تكوين جزئيات حيَّة أو شيئًا قريبًا منها على الإطلاق، كما أن ثمة فراغات في هيكل نظرية نشأة الحياة لا بُد من ملئها حتى تكتمل الصورة، وذلك الأمر لا ينكره العلماء المعاصرون أنفسهم الذين وضعوا أسس النظرية بل هم يسلمون به"(1).
وقال " الكسندر ايفانوفيتش أوبارين " A. I. Oparin أستاذ الكيمياء الحيوية بمعهد باخ بموسكو وعضو أكاديمية العلوم في المؤتمر الدولي الأول لعلوم البحار بنيويورك سنة 1959م والذي حضره مئات العلماء لبحث نشأة الحياة " أن جميع المحاولات التي أُجريت لتوليد الحياة من المواد غير العضوية سواء تحت ظروف طبيعية أو في المعمل قد باءت بالفشل"(2) كما قال "اسكندر أوبارين" أيضًا (وهو أحد دعاة التطوُّر) في كتابه " أصل الحياة " سنة 1936م " لسوء الحظ، مازال أصل الخلية سؤالًا يشكل -في الواقع- أكثر نقطة مظلمة في نظرية التطوُّر بأكملها"(3)(4).
وقال الأستاذ " كلاوس دوز " رئيس معهد الكيمياء الحيوية بجامعة جوهانز جوتنبيرج " لقد أدت أكثر من ثلاثين سنة من إجراء التجارب عن أصل الحياة في مجالات التطوُّر الكيميائي والجزيئي إلى الوصول إلى إدراك أفضل لضخامة مشكلة أصل الحياة على الأرض بدلًا من حلها، وفي الوقت الحالي فإن المناقشات الدائرة حول نظريات وتجارب أساسية في هذا المجال إما أن تنتهي إلى طريق مسدود أو إلى اعتراف بالجهل(5)(6).
ويقول الكيميائي الجيولوجي " جيفري باد".. " ونحن نترك القرن العشرين اليوم، نواجه أكبر مشكلة لم يتم حلها استمرت معنا منذ دخولنا القرن العشرين، ألا وهي: كيف بدأت الحياة على الأرض"(7)(8).
إن العلم لا يدرك ماهية الروح، ولا يدرك سر الحياة، كل ما يدركه العلم هو مظاهر الحياة من تغذية ونمو وحركة وتنفس وانفعالات، وتكاثر... إلخ، ويقول " جون ألدر".. " عندما يموت الكائن الحي، فإننا لا نرى شيئًا يخرج من جسده المنظور، ولكننا نعرف أنه مات أو فقد الحياة. إن جسده هو هو في مظهره بعد مضي ساعة على موته، كما كان قبل موته، ولكننا نعرف أن الحياة قد فارقته. فإن كانت الحياة موجودة ولو أنها غير منظورة، فلا غرابة على الإطلاق إن كان مصدرها موجودًا ولو كان غير منظور، فالعقل والعلم ينتهيان من جهة الحياة إلى الله كأصلها ومنشئها"(9)(10) وقد سبق " جورج " ابن " تشالز داروين " وقال " إن سر الحياة سيظل كما هو... لا يسبر غوره"(11).
وحتى لو فرضنا جدلًا أن الإنسان نجح في تصنيع خلية حيَّة، فسيظل السؤال: ومن الذي خلق العناصر التي كوَّنت هذه الخلية؟ وحتى لو فرضنا المستحيل أن العلماء نجحوا في تكوين جسم إنسان، فمن أين لهم بالروح سر الحياة..؟ لقد نجح العالم الروسي الملحد " اسكندر أوبارين " في تكوين يشبه إلى حد كبير البروتوبلازم، ولكنه فشل في أن يجعل هذا التجمع يقوم بالوظائف الحيوية التي تقوم بها الخلية الحيَّة، وأيضًا فشل الإنسان تمامًا في التغلب على قضية الموت وحفظ الحياة، حتى عندما أعلن عالم روسي أنه اخترع جهازًا كهربائيًا يعيد للغدد البشرية حيويتها، أعترف في نفس الكتاب قائلًا " أن الموت هو الصعوبة الوحيدة التي أعيت حيل العلم وأثبطت همم العلماء، وهو العدو الوحيد الذي لا يستطيع الإنسان قهره أو صده"(12)(13) كما أن الاستنساخ لا يعني أبدًا قدرة الإنسان على خلق الحياة، لأن النعجة دوللي مثلًا لم يتم استنساخها من مجرد مواد كيميائية، بل من خلية حيَّة.
_____
(1) قصة الحياة ونشأتها على الأرض ص 153.
(2) المرجع السابق ص 112.
(3) Alexander I , Oparin , Origint of Life , P. 196.
(4) أورده هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 106.
(5) Klaus Dose , the Origin of Life: More Questions than Answer - Jnterdis ciplimary Science Revieus , Vol 13 , No. 4 , 1988 , P. 348.
(6) المرجع قبل السابق ص 106.
(7) Jeffery Bada , Earth , P. 40.
(8) المرجع قبل السابق ص 106.
(9) الإيمان بالله ص 23.
(10) أورده برسوم ميخائيل - حقائق كتابية جـ 1 ص 58.
(11) المرجع السابق ص 48.
(12) أسرار الحياة ص 112.
(13) نيافة الأنبا بولا أسقف الغربية - الكتاب المقدَّس والعلم ص 35.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/208.html
تقصير الرابط:
tak.la/b57nbkx