ج: كان الاعتقاد السائد من قبل أن الكون مسطح كالبحر والنجوم تسبح فيه، ولكن عندما جاء أينشتاين أثبت بواسطة نظرية النسبيَّة العامة أن الكون ككل كروي وليس مُسطَّحًا، حيث قال " إن كل جسم في الفراغ يخلق حوله مجالًا، وأن الفضاء حول هذا الجزء يتحدَّب وينحني بمقتضى خطوط مجاله، بمعنى أن كل مادة موجودة في الكون تؤدي إلى انحناء في سطح هذا الفضاء، بمعنى أننا لو عرفنا الكثافة الكلية في الكون لعرفنا مقدار الانحناء والشكل العام له"(1) وعن طريق حساب الكثافة الكلية للكون كله، أمكن حساب انحناء الكون التقريبي، فوُجِد أنه كروي الشكل ولكنه غير ثابت، وأن نصف قطره التقريبي نحو 35 مليون سنة ضوئية.
وقديمًا في سنة 390 ق.م. اعتقد " ديموكريتوس " Democritus أن الكون لا نهائي وغير محدود، بل هو ممتد إلى ما لا نهاية، أما الآن فيقول الأستاذ جلال عبد الفتاح أنه قد تم التأكد من " أن الكون متناه أو محدود وإن لم نعرف له حدود، وإن الكون له بداية محددة، وله أيضًا نهاية محتومة"(2).
كما يُعلق أيضًا الأستاذ جلال أبو الفتوح على مثل هذه التساؤلات قائلًا " بعض هذه الأفكار تبدو تساؤلات فلسفية إلى حد ما، ولكنها أدت إلى اكتشافات رائعة ننعم بها في حياتنا اليومية، وإلى إدراك دقة الخلق وعظمة الخالق... هل الكون استاتيكي ثابت، أو أنه ديناميكي متحرك؟ وهل الكون متناه أو محدود أو له حدود معينة، أو أنه لا متناه أو أبدي بغير حدود على الإطلاق؟ وهل الكون له بداية محدَّدة ونهاية محتومة، أم أنه سرمدي ليس له بداية أو نهاية؟ هل الكون يتمدَّد إلى ما لا نهاية، أم أنه ينكمش، أم أنه حالة وسط من التعادل..؟ لكي تدرك كل ذلك لا بُد من فهم طبيعة المادة التي يتشكل منها الكون"(3).
ويحصر الأستاذ رأفت شوقي الآراء المختلفة في نهائية أو لا نهائية الكون، وكرويته، ونهايته فيقول:
" 1- كانوا قديمًا يقولون أن الكون لا نهائي ولا حدود له، لأنهم كانوا يهابون الإصطدام بالسؤال المألوف: لو أن هذا الكون محدود وله نهاية، فما وراء تلك النهاية؟
2- قال اينشتاين أن الكون " كروي " وليس بمسطح واعتمد على نظريته النسبيَّة التي وضعها وقال فيها أن كل جسم في الفراغ يخلق حوله مجالًا، وأن الفضاء حول هذا الجزء يتحدَّب وينحني بمقتضى خطوط مجاله بمعنى أن كل مادة موجودة في الكون تؤدي إلى إنحناء في سطح الفضاء، بمعنى لو عرفنا الكثافة الكلية في الكون لعرفنا مقدار الانحناء والشكل العام له، وأمكن حساب الكثافة الكلية في الكون كله، ومن هذا الرقم التقريبي كله يمكن حساب إنحناء الكون التقريبي وأنه كروي الشكل ولكنه غير ثابت من وقت إلى آخر، ونصف قطره التقريبي = 35 مليون سنة ضوئية... وأثبت اينشتاين أن الكون نهائي ولكنه غير محدود... أي لا يصح أن نسأل عن نهايته.
3- يرى فريق آخر أن الكون في عملية متكررة من ميلاد وفناء إلى ما لانهاية، فبعد أن يتمدَّد ويبرد يعود فينكمش ويسخن وتدب فيه الحياة إلى ما لا نهاية أيضًا.
4- وفريق آخر يرى أن الأشعة المتبعثرة في الفضاء لا تتلاشى، بلا تعود وتتفاعل لتنتج ذرات بدائية، ثم أتربة دقيقة، ثم سُحب سديمية لتعطي أجرام سماوية من جديد، وهكذا تتكرَّر الدورة إلى ما لا نهاية"(4).
_____
(1) أورده أسامة يوسف عزمي - ورأى الله ذلك أنه حسن ص 17.
(2) الكون ذلك المجهول ص 26.
(3) الكون ذلك المجهول ص 26.
(4) نظريات العلم والكتاب المقدس ص 12.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/168.html
تقصير الرابط:
tak.la/gf2jsgk