ويقول " ليوتاكسل": "أما ما يثير تساؤل النُقَّاد فهو سلوك بوعز التالي: لماذا يقضي ذلك الرجل الغني ليلته في العراء على بيدر القمح، وكأنه عامل فقير؟ والأكثر غرابة هو أن تستطيع راعوث الاضطجاع إلى جانبه خفية، كما يقول لنا مؤلف هذه القصة المقدَّسة"(1).
ج: 1- كان " بوعز " رجل الله قريبًا من الرجال الذين يعملون لديه، سواء كانوا من العبيد أو الأجراء، ويمكنك أن تتلامس مع هذا الرجل الذي تمتع بمكارم الأخلاق، فعندما كان يقبل على رجاله كان يحييهم قائلًا: "الرب معكم" (را 2: 4) وهم الذين تعلموا منه يجيبونه: "يباركك الرب" (را 2: 5) فلم يستعلى هذا الرجل ولم يتكبر على العاملين لديه، بل إعتبر نفسه واحدًا منهم، وكان بوعز أمينًا في عمله فكان يعمل بجد ونشاط واجتهاد، وهذا استلزم منه قضاء أوقات طويلة في هذا البيدر سواء صباحًا أو مساءًا.
2- كان الشعير يُذرى ليلًا على ضوء القمر أو المصابيح حيث تهب الريح فتفصل بين الحبة والقش، وبعد هذا يبيت الرجال في البيدر، كما كان من العادة أن ينام صاحب البيدر معهم ليحمي المحصول من اللصوص، فهذه عادة ذلك الزمان، بل أنها مازالت مستمرة في بعض مناطق الأرياف إلى يومنا هذا، وما يشجع على هذا الجو اللطيف ليلًا، فيسهر الرجال يتسامرون معًا وينامون في نفس المكان، فعلام الاستعجاب من قضاء بوعز ليلته في العراء؟!
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 257.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1060.html
تقصير الرابط:
tak.la/4cw7ymw