للمدرسة دور فعَّال للوقاية من الإدمان، ولاسيما في المرحلة الثانوية وبالأخص التعليم الفني حيث ينتشر استخدام المخدرات، فقد سأل أب ابنه الطالب بالثانوي الفني الصناعي بإحدى مدارس الإسكندرية: كم طالب يحمل مدية في الفصل؟ فأجاب الابن: قل لي يا بابا كم طالب لا يحمل مدية في الفصل غيرك؟! فلن تجد أحد غيري لا يحمل مدية. ثم سأله الأب: وكم واحد يدخن في الفصل؟ فأجاب الابن: معظم الفصل لا يكتفي بتدخين السجائر فقط بل يدخنون البانجو أيضًا، ولذلك يقع على مثل هذه المدارس دور هام للوقاية من الإدمان وذلك عن طريق:
1- ممارسة الرياضة التي تساعد على بناء الشخصية، وتخلق في الطالب روح الثقة بالنفس والتحدي للمعوقات، وتقوي الإرادة فيستطيع الإنسان أن يرفض الأمور الخاطئة.
2- الاهتمام بالأنشطة الثقافية الخاصة بالإدمان مثل الرسوم المتحركة، ومجلات الحائط، وكلمات الصباح في الإذاعة المدرسية والتي تتناول موضوع الإدمان من جوانبه المختلفة في رسائل قصيرة سريعة، وكذلك الأنشطة الفنية والاجتماعية والترفيهية مثل الرحلات والحفلات التي تستغل الطاقات في أمور مفيدة، وتبرز قدراتهم وتميزهم، وتساعدهم على اكتشاف مواهبهم.
3- التوعية من خلال المناهج المدرسية، وأيضًا عن طريق عقد الندوات الثقافية لتوعية الطلبة وتبصيرهم بقوى الشر التي تستهدف تحطيم شباب مصر، وتحصينهم بالمعلومات الصحيحة على طريقة "اعرف عدوك" مع الالتزام بالمصداقية والبعد عن التهويل أو التهوين، فمثلًا على مستوى الأطفال لا يقال لهم أن من يتناول مخدرًا يموت على الفور، لأنه يرى في الأفلام التي يعرضها التليفاز من يتناولون المخدرات ويعيشون، وأيضًا عقد حلقات حوار مع الآباء لتبصيرهم بالمشاكل التي تقابل أبناءهم.
4- تنظيم حلقات دراسية للإخصائيين الاجتماعيين والمعلمين عن كيفية اكتشاف الحالات المبكرة وتوجيهها للعلاج.
5- يمكن لأطباء الوحدات الصحية بالمدارس اكتشاف حالات الإدمان وذلك بتوجيه الأسئلة غير المباشرة للطلبة الذين يأتون إليهم ويشتبهون فيهم، فمثلًا يسألونهم: هل يوجد في الأسرة إنسان يتعاطى بعض المواد المخدرة..؟ هل يعزم عليك أحد الزملاء بالمخدرات..؟ إلخ.
6- تكوين مجموعات مدرسية لمكافحة الإدمان، وتتلقى هذه المجموعات التدريبات المناسبة لاكتشاف الحالات المبكرة، ويمكن أن تشمل بعض الطلبة الذين سقطوا في براثن الإدمان وتم علاجهم وشفائهم، فالطلبة لهم إمكانية اختراق صفوف زملائهم ومعرفة أحوالهم، وإقناعهم في بدء رحلة العلاج، ولا سيما إن الطلبة المعافين من الإدمان يشكلون المثال العملي الناجح أمام الآخرين.
7- الاهتمام بحالات الهروب والتغيب عن المدرسة، والاستفسار عن الأسباب التي أدت إلى ذلك وإخطار أولياء الأمور حتى تكون لهم المشاركة الفعَّالة في ملاحظة أبنائهم.
8- الاهتمام بحالات التأخر الدراسي التي قد تقود إلى الإحباط والسقوط في الإدمان، والتعاون مع الأسرة من أجل حل المشاكل التي تقابل مثل هذه الحالات.
9- مراقبة بوابات المدارس والنواصي القريبة حيث يقوم بعض الصبية وأحيانًا بعض الطلبة بتوزيع المخدرات على الطلبة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/addiction/school.html
تقصير الرابط:
tak.la/grpgnk8