St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   addiction
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   addiction

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الإدمان: الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود... من يجده؟ (الجزء الثاني)- أ. حلمي القمص يعقوب

59- دور الأسرة في الوقاية من الإدمان

 

ثانيا: دور الأسرة في الوقاية من الإدمان

تعتبر الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع وهى البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويرتبط بها ويشب في أحضانها، وعلى الأسرة يقع دور توعية الأبناء ورقابتهم وتهيئة الجو المستقر لهم حتى تجنبهم مخاطر الإدمان وذلك من خلال ما يلي:

1 - تقديم القدوة الحسنة، فمثلا الأب الذي يدخن لا يمثل قدوة حسنة لأبنائه، فمهما قدم لهم من توعية ونصائح حتى يحذروا التدخين فإن نصائحه تضيع مهب الرياح.

2 - الحفاظ على جو الهدوء والسلام والسعادة والمحبة داخل الأسرة، فالأسرة المستقرة المتحابة هي حصن حصين ضد الإدمان.

3 - عند حدوث بعض الخلافات بين الزوج والزوجة يجب أن تحل بعيدًا عن أعين وآذان الأبناء.

4 - غرس الأبناء في الكنيسة منذ صغرهم، وزرع القيم الدينية فيهم، وتقوية الوعي الديني الذي يقوي الضمير، والضمير القوي هو حصن أمان ضد الإدمان.

5 - مساعدة الوالدين الأبناء في بناء شخصياتهم حيث تُعوّدهم على القول " نعم" لكل ما هو صحيح، و"لا" لكل ما هو خاطئ مهما كانت آراء الآخرين، ومهما كان ضغط الأصدقاء.

6 - متابعة سلوك الأبناء داخل المنزل وخارجه وتصحيح هذا السلوك وتقويمه، ومساعدتهم في اختيار الأصدقاء وأسرهم.

St-Takla.org Image: Happy couple, a man and his wife صورة في موقع الأنبا تكلا: زوجان سعيدان، رجل (زوج) مع زوجته

St-Takla.org Image: Happy couple, a man and his wife

صورة في موقع الأنبا تكلا: زوجان سعيدان، رجل (زوج) مع زوجته

7 - على الأسرة أن تكون على درجة من الوعي بحجم مشكلة الإدمان وانتشارها في المجتمع، ولا تكن غافلة، فعلى حد تعبير البعض الساخر بأن الابن قال لأمه "أنا خارج أشرب بانجو.." فقالت له الأم "طيب... بس ما تقعدش مع الأولاد الوحشين" فهذه الأم التي ظنت إن البانجو مشروبًا جديدًا من المشروبات الغازية كيف تستطيع أن تقدم التوعية لابنها وهى في أشد الحاجة لهذه التوعية.

8 - اكتشاف الطاقات الكامنة في الأبناء وتفجيرها، فالابن المتميّز يصعب عليه السقوط في بالوعة الإدمان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما الابن الفاشل فهو الأقرب للسقوط.

9 - إتباع أسلوب التوازن التربوي للأبناء فلا نقسو عليهم، ولا نقدم لهم التدليل المفسد. بل نقدم الحب مع الحزم والجدية، ومن أفواه أحد المدمنين عن التدليل يقول "كان أبى يدللني وكان يلبي كل رغباتي، ومرة ضبطني وأنا سكران ومعمليش حاجة، ومرة كنت بالعب قمار وشافني وكل اللي قاله أدخل جوه لا البوليس يمسكك" (1)

وعن القسوة يقول أحد المدمنين "وأنا صغير كنت شقي، وكنت باهرب من المدرسة، وكان أبويا بيضربني على طول وبأي حاجة في أيده، ومرة ضربني على رأسي عمليّ تربنة، ومن يومها بقيت أنسى وأحس بدوخة وصداع مستمر" (2) ويقول مدمن آخر " أبي كان قاسي جدًا علىَّ منذ الصغر وكان لا يسمح بأي شيء إلا بالمذاكرة والصلاة، والعقاب كان بالضرب بالخرطوم والخرزانة، وكان يبعت معايا أخويا الكبير في المرواح والمجيء من المدرسة. وكان صحابي بيتريقوا علىَّ، وبمجرد وفاة الأب رميت الكتب من الشباك وبطلت أروح المدرسة ورحت ورشة" (3) ويقول مدمن ثالث " مرة أبويا طردني من البيت ورحت لواحد صاحبي وكان عنده لفة بانجو لفيناها في سجاير وشربناها علشان أنسى" (4). ومدمن رابع يقول "أنا في خلاف مستمر مع الأسرة خصوصًا الأب... أبويا بيطردني من البيت... معاملته لي خلتني أدمنت" (5).

10 - الحذر من التمييّز بين الأبناء والمقارنة بينهم، وتفضيل أحدهم على الآخر بسبب ذكائه أو دماثة أخلاقه أو طاعته... إلخ.

11 - تنمية روح الحوار بين الآباء والأبناء، والتعود على طرح المشاكل الشخصية داخل الأسرة ومناقشتها للوصول إلى أفضل الحلول.

12 - التعود على حسن الإصغاء للأبناء ولا سيما في مرحلة المراهقة، فالمشكلة التي قد يراها الآباء تافهة قد تكون في نظر الابن مشكلة ضخمة تمس أعماقه وتؤثر فيه، ولذلك يحتاج الابن المراهق إلى من يصغي إليه باهتمام ويقدر مشاعره ويشجعه ويمدحه، ولو كان هناك نقدًا يكون مغلَّفًا بالحب.

13 - مراقبة الأبناء في الصرف، ومعرفة كيف يتصرفون في مصروفهم، وأن لا يزيد المصروف عن حدود الاحتياج الفعلي.

14- الاهتمام بالأبناء أكثر من أي شيء آخر، فما الفائدة من السعي نحو تكوين الثروة من أجل الأبناء بينما يتعرض هؤلاء الأبناء للضياع.

15 - التدقيق في اختيار أصدقاء الأسرة من الجيران أو الأقارب، وعدم تغيب الوالدين فترات طويلة عن المنزل وترك أبنائهم بمفردهم يفعلون ما يريدون.

16 - في الظروف الصعبة التي تواجه الأسرة يجب تضافر جميع أعضاء الأسرة حتى لا يصاب أحدهم بالإحباط، فالإحباط هو البيئة المثالية للإدمان ولا سيما مع الشخصيات الانسحابية التي تعجز عن مواجهة الواقع، والابن الذي يعاني من الاضطرابات والمتاعب يجب أن يكون موضع عناية ورعاية وحب الجميع.

17 - على الأسرة تقديم الوقاية لأبنائها من الإدمان، فإذا فشلت في هذه الخطوة فعليها الاكتشاف المبكر للحالة والتعامل معها بحكمة بدون يأس، والإسراع في معالجة الأسباب التي قادت هذا الابن للإدمان، مع تمكين المحبة له وتقديم يد العون والتشجيع حتى يعود عضوًا ناجحًا وفعالًا في المجتمع.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات ص 192

(2) المرجع السابق ص 193

(3) المرجع السابق ص 193

(4) المرجع السابق ص 193

(5) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات ص 193


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/addiction/home.html

تقصير الرابط:
tak.la/d8q4hdb