حينما أشرق علينا كتاب "أهمية العقيدة الْأُرْثُوذُكْسِية للحياة الروحية" أو "الرد على اللاطائفية" عام 1960 م. للأرشيدياكون وهيب عطا الله جرجس - نيافة الأنبا غِرِيغُرْيُسْ أسقفنا المحبوب، ثم كتاب "الأقباط الأرثوذكس وجمعيات خلاص النفوس البُروتِسْتَانْتية" عام 1962 م. للقمص باخوم المحرقى وهو أيضًا نيافة الأنبا غِرِيغُرْيُسْ، أشعلا هذان الكِتابان ثورة إيمانية أرثوذكسية كُبرى.
وكنتُ واحدًا من الذين تأثَّروا بعُمق من هذَين الكتابين، مما دفعني إلى توزيع مئات النُسَخ من الكتاب الثاني في طهطا البلدة التي عِشْتُ فيها في ذلك الوقت.
ولعل هذه اليقظة الإيمانية تَوَلَّدَ عنها حِوارٌ ساخنٌ بيننا في الكنيسة الْأُرْثُوذُكْسِية وبين البُروتِسْتَانْت، ملأ كل مكان: في الإجتماعات، في الكنيسة وفي البيوت وحتى في فناء المدرسة وعلى نواصي الشوارع. ربما لم يُمُرَّ يومٌ واحدٌ دون أن نقضي ساعات في الحوار. وقد خرجتُ من هذه الحوارات التي شغلت حياتى حينذاك بنتيجةٍ هامةٍ، طبَّقتُها في حواراتى دائمًا: إن أقوى أسلوب لإثبات الإيمان الْأُرْثُوذُكْسِي هو أن لا نستخدم في الحوار إلا نصوص العهد الجديد، فنُقَدِّم كيف أن كنيستنا الْأُرْثُوذُكْسِية هِيَ الكنيسة الوحيدة الإنجيلية.
ومن هنا عَكفتُ منذ عام 1962 م. إلى تجميع كل الآيات التي تشرح الإيمان الْأُرْثُوذُكْسِي، وبدأت أستخدمها في حواراتي.
وفي عام 1966 م. بدأتُ أكتب مُسَوَّدة هذا الكتاب. ثم قدمتُه بحثًا راجعه نيافة الأنبا غِرِيغُرْيُسْ عام 1967 م. ولما دُعيتُ للتدريس بالكلية الِاكليريكية طبعتُه للطلبة عام 1979 م. وفي عام 1984 م. طُبِع جزءٌ منه طبعة خاصة لاجتماع الكهنة بإيبارشية البلينا. وها نحن نعيد طباعته مع إعادة تنسيقه مرة أخرى.
وأخيرًا فإنني أُصَلِّي أن تكون مادة هذا الكتاب ليست فقط وسيلة إلى أرثوذكسية الإيمان فحسب، بل طريقًا لأرثوذكسية الحياة الروحية؛ فندرك أن العقيدة ليست موجهة للعقل فقط بل للقلب أيضًا، فنحيا كأبناء لله الذي ولدَنا في سِرِّ المعمودية، ونتَّحِدُ به في سِرِّ الِافْخَارِسْتِيَا، فنحمله في حياتنا، ونكون مسكنًا مُقَدَّسًا له.
اَلْقُمُّصْ يُوحَنَّا فَايِزْ زَخَارِي
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/story.html
تقصير الرابط:
tak.la/9ck6sdg